مقالات

سيدي علي بلعمش يكتب : إخوان من ؟ 2/2 /

لا أعرف من رموز “تواصل” إلا جميل منصور و محمد غلام ؛ الأول من خلال حضوره الإعلامي المميز و الثاني من خلال زمالة خجولة الاحتكاك و مرافعاته في البرلمان التي يتفق الجميع على عمقها و صدقها و خطابة صاحبها :

أحترم حد الانبهار، مهارات السيد جميل منصور و لا أعرف اليوم في العالم العربي كله، من يملك قدرته المفخرة، على توصيل الفكرة بكل جمالياتها البلاغية و المنطقية و الموضوعية . و أحب في محمد غلام حد الحسد، غضب الفاروق عمر و نزق نزار قباني و شموخ المتنبي (…) لست قوميا و لا ليبيراليا و لا يساريا و لا ديمقراطيا و لا سياسيا بأي مفهوم “ارتدادي”؛ يكفيني تعريفا أنني رجل مسلم و يكفيني ألما و اعتزازا، أنني عربي في هذا الزمن “الجميل” الذي تحاول فيه أمتنا العظيمة ، النهوض بعناد و إصرار، رغم تكالب و تكاتف أعداء القيم الإنسانية النبيلة ضدها .. أفهم (إلى حد ما) ما تصنعه الإكراهات من أضرار بالغة أحيانا، بالمبادئ .. أن الحروب كر و فر .. أن السياسة حسابات أفضلها (عند غير المسلم) ما يوصلك إلى الهدف عبر أقرب طريق و عند المسلم، ما لا يحيدك عن “الطريق” مهما تعذر الهدف. لا رهبانية في الإسلام.

و من يحاولون إقناع الناس بأنهم الناطق الرسمي باسم الدين و الممر الإجباري الأوحد المفضي إلى ما يرضي الله جل و تعالى علوا كبيرا، و ما يرضي رسوله عليه أفضل الصلاة و السلام ، يمارسون أبشع أنواع الإرهاب الفكري المرفوض ..

أرجو الله أن لا يجعل في نفوسي غلا للذين آمنوا ، لكن مسؤولياتنا الدينية و الأخلاقية و الوطنية و بلدنا و أمتنا على هذا الحال، تلزمنا و نحن نتساءل ما هي الأسباب؟ .. من الكاذب؟ .. من الصادق؟ .. من المخطئ؟، من المصيب ؟.. من الجاد؟ .. من المستهتر؟ .. من المستغل؟ .. من الماكر؟.. ماذا يحدث؟.. أين نتجه؟ .. من نصدق؟.. من نكذب؟.. من نأتمن؟.. من نتحاشى؟ (…)، أن نقف في ممرات الجميع بغربال الصرامة .. أن نحمل الجميع مسؤوليات تصرفاتهم .. أن لا نستحي من أي جهة و لا نجامل أي أخرى و لا نخاف من أي ثالثة .. أن نقف على نفس المسافة من الجميع و أن نخضع الجميع لنفس الاختبار و نحكم على الجميع بنفس المقاييس من دون معايير مزدوجة. ـ حصانة الرؤساء، تحمي حكوماتهم و إجرامهم و أطفالهم و نساءهم و ثرواتهم العابرة للقارات المنهوبة من خيرات الشعوب المستباحة.. ـ حصانة المنتخبين ، حتى لو وصلوا قبة البرلمان و البلديات بأموال المخدرات و شبيكوا و غسيل الأموال، ورطة تجعل المنتخب المنزه عن كل خطيئة ، مطلوق اليد في العبث بأي مقدس وطني، ليصبح ولد الطيب (مقابل تراخيص صيد) يطالب بمأمورية ثالثة ترمي بدستور البلاد الذي يستمد منه حصانته و راتبه غير المستحق ، في مزبلة التاريخ.. ـ حصانة الإخوان ، ردة و باء من يخترقها أو يشكك فيها بغضب من الله و بئس المصير.. ـ حصانة العلماء، لحم مسموم ؛ نفاقهم اجتهاد ديني من أخطأ منهم فيه له أجر و من أصاب له أجران.. ـ حصانة المعارضة ، كفاح منزه و نضال لا يشكك في صدقه و بطولات رجاله غير حاقد أو حساد أو “مكلف بمهمة” (!) … ماذا تركتم للشعب ؟ ليس من عاداتنا البدوية تقبل النقد و منهج سد الذرائع في المذهب المالكي الرائع، حولناه إلى عرين لكل أفاك أثيم (إن “بعض” الظن إثم) كأن “البعض” في قواميسهم يبتلع الكل .. حولنا عصابات الإجرام المنظمة إلى خلفاء راشدين (أطيعوا الله و أطيعوا الرسول و أولي الأمر منكم…) : كل شيء أصبح على المقاس و حسب مقتضيات الحاجة : على من لا يستطيع أن يعذرنا أو يتفهمنا أن يفهم على الأقل أننا لم نخلق لإرضاء خاطره .

من يستطيع اليوم أن يحدد موقف “تواصل” المتواصل من عصابة ولد عبد العزيز؟ ـ ضمان المشاركة معه في كل انتخابات يحتاج مشاركة المعارضة فيها لتبرير شرعيته.. ـ استقبال منتخبيهم لولد عبد العزيز في الطينطان و كرو، خلال الحملة ؟ ـ تحالف لوائحهم مع لوائح الحزب الحاكم في الانتخابات؛ ما معنى المعارضة عند تواصل؟ ـ استقبال ولد محمد موسى لولد عبد العزيز في تيشيت متوشحا بعلم العصابة: إذا كان خروجا على تعليمات الحزب أين العقوبة و إذا كان تنفيذا لها أين موقف المعارضة منهم؟ ـ إذاعاتهم ، مواقعهم ، قنواتهم الفضائية، جرائدهم : كل هذه الوسائل الإعلامية الضخمة ، لا تستقبل معارضا إلا نادرا و في الغالب حول موضوع تافه، يحاصره الوقت و الأسئلة الأكثر تفاهة؟ ـ لا وجود في خطاب تواصل، للدفاع عن مصالح الشعب الموريتاني ، إذا استثنينا (و الحق يقال) مواقف محمد غلام في البرلمان و إن كنا نعتبره نائبا للشعب لا لتواصل ، كما ينبغي له و كما يفعل بجدارة و بحرقة بعيدة عن التمثيل ، بل يمكن القول بأن كل فريقهم البرلماني، أدى واجبه على أكمل وجه كمنتخبين للشعب لا كحزبيين . بالنسبة لي شخصيا ، أعتبره بعدا في شخصية محمد غلام تأثر به زملاؤه، لا خيارا و لا تعليمات حزبية .. ـ جميل يحضر اجتماع “افلام” الذي طالبت فيه بالانفصال ؟؟ ـ ولد وديعه مسؤول إعلام حركة إيرا إبان حرقها لأهم كتب الفقه المالكي؟؟ إلى متى نتساءل عن حقيقة “الإخوان” بصفة عامة و “تواصل” بصفة خاصة بعد انكشاف كل حقيقتهم بالوثائق و القرائن و المواقف و الفتاوى؟ ـ أفتى ولد الددو يوم 21 فبراير 2011 بهدر دم القذافي ، في حملة الناتو على ليبيا بقيادة اليهودي بيرنار ليفي .

و لم يعتذر ولد الددو للعرب و المسلمين بعد ما انكشفت كل خفايا العدوان الإجرامي على ليبيا و زهقت أرواح آلاف الأبرياء الليبيين المسلمين و دمرت بلادهم و أذلت نساؤهم و شردت أطفالهم و استبيحت حماهم و هيمنت فرنسا على النفط الليبي و أذلت الشعب و دنست مقدساته.. و كان ولد الددو و مجموعته يستلمون المساعدات من القذافي في قصة نحتاج العودة إليها بتفاصيل أدق و هي تفاصيل نحتاجها أكثر للوقوف على حقيقة “إخواننا” في كل أبعادها بتناقضهم و انتهازيتهم و أخطبوطيتهم و خطورة مشروعهم السياسي المحير! ؟ • انقلاب (2003) كانت علاقة “الإخوان” سرية مع صالح ولد حننا و لم يخبر بها تنظيم فرسان التغيير إبان كل فترة التحضير لانقلابهم. كان صالح ينسق مباشرة مع محمد ولد سييدي (كان أستاذا في المعهد العالي للدراسات و البحوث الإسلامية و أحد خلية بروكسيل و أصبح وزيرا في حكومة ولد الوقف في عهد الرئيس سيدي ولد الشيخ عبد الله و يتولى الآن رئاسة الحزب بعد مؤتمره الوطني الأخير) و كان ولد سييدي يتولى مهمة التنسيق بين صالح ولد حننا و ولد الددو.

و علاقة ولد الددو بتواصل غير واضحة للكثيرين : ولد الددو عضو قيادي في الحركة الأم “حركة الإخوان المسلمين” الدولية و تواصل تنظيم فرعي من الحركة . هذا بصورة كاريكاتيرية مبسطة.

لقد بسط الانقلابيون ( 8 يونيو 2003 ) سيطرتهم على كل شيء في العاصمة نواكشوط خلال يومين من دون أن يصدروا بيانا عسكريا و من دون أن يوقفوا حركة السير و من دون تعطيل وسائل الاتصال: هرب ولد الطائع و قتل القائد العام للقوات المسلحة محمد الأمين ولد انجيان و تم حجز من وصل من الضباط و إرسالهم من قيادة الأركان إلى قاعدة الدبابات في عرفات و تمت السيطرة على الرئاسة و قيادة الاركان و الطيران العسكري و البحرية و وحدة المدرعات التي اتخذها الانقلابيون قاعدة لانطلاقتهم : لم يستطع أحد (حتى الآن) أن يفهم مشكلتهم . كل ما يعرفه الجميع هو أنهم أربكوا الجميع و ارتكبوا كل ما يستطيعون ارتكابه من أخطاء قبل أن يتبخروا و تبدأ حملة مطاردتهم في الداخل و الخارج … و بعد عودتهم و العفو عنهم و تأسيس حزبهم و انفتاحهم على الصحافة، ابتدع المولعون منهم بالتواصل مع الإعلام، سيلا من الأكاذيب الخالية من أي منطق و تبادلوا الاتهامات و تدافعوا أسباب الفشل و ظلت الحقيقة وحدها الغائب الدائم في كل ما يقولون: كان من الواضح أن الكثير منهم لا يعرف أي شيء عن ما حدث و لا يقبل في نفس الوقت بأقل من دور البطولة فيختلق ما يناسب تطلعاته ـ بعد فوات الأوان ـ من أكاذيب ، بعدما اكتشف أن كل رفاقه يكذبون.

ما سبب كل ذلك؟ في الاجتماعات الأخيرة لقادة الانقلاب، لوضع اللمسات الأخيرة و تحديد الساعة الصفر، كان لا بد من وضع كل المعلومات على الطاولة . و عند عرض لائحة المنتسبين على القيادة (كان يتولى تنسيقها و تحضيرها أساسا صالح ولد حنن و محمد ولد شيخنا)، تبين أن الانقلاب يأخذ منحى قبليا و جهويا خطيرا ، فأعرض كبار الضباط عن المشاركة فيه و انسحبوا و كانوا عقداء من البراكنة و الترارزة (نتحفظ على أسمائهم لأنهم ما زالوا يخدمون تحت العلم). و رغم خيبة أملهم و خطورة الموقف الذي وضعهم فيه من كلفوهم بالتنسيق و ائتمنوهم على المهمة، لم يبلغ أي منهم عن الانقلاب و لم يتخذ موقفا عدوانيا من المجموعة .

. لقد ادعى الرائد ولد فال (رئيس حزب الرفاه حاليا و نائب في برلمان شبيكو عن أحد أحزاب تكيبر) أنه بلغ القائد الأعلى للقوات المسلحة (و على الأرجح أنها كانت كذبة ذكية لا يمكن الوقوف على حقيقتها بعد وفاة ولد انجيان رحمه الله، أراد من خلالها أن ينجو من العقوبة ) .

انسحاب قيادة الانقلاب من الضباط السامين في آخر لحظة، هي الحلقة الضائعة التي خلقت هذه الموجة من الهرج و المرج و تضارب المعلومات و هي الحلقة التي من دونها لا نستطيع أن نفهم لماذا لم يصدر الانقلابيون بيانا و لم تكن لديهم أي خطة لدخول غرفة عمليات القيادة العامة و إصدار الأوامر إلى الوحدات في الداخل و الاتصال بالقادة العسكريين في الولايات : صالح ولد حننا رجل مدني لا يستطيع أن يقوم بهذه المهمة ، محمد ولد شيخنا لا يمتلك هذه الجراءة و ولد فال لم يظهر بعد تحديد الساعة صفر و الآخرون كانوا يعتقدون أن لديهم قيادة تعرف ماذا تفعل في حين لم تكن لديهم أي قيادة على الإطلاق. بعد فشل الانقلاب لهذه الأسباب الواضحة و ذهاب أكثر عناصر المجموعة إلى بوركينا فاسو ، نسق الاسلاميون مع رجل من تجكانت يسكن في السعودية (حكم عليه غيابيا في ما بعد) و كان ولد الشافعي حينها في السعودية فربطه الجكني معهم (المجموعة الاسلامية). و حين وافق ولد الشافعي على إيواء المجموعة، اشترى ولد الددو سيارة هيلكس ب 2.5 مليون و خصصها لنقل صالح ولد حننا و محمد ولد شيخنا و كلف مجموعة من الاسلاميين كانت مرتبطة به شخصيا و هم محمد محمود ولد سيد أحمد و سيدي محمد ولد احريمو و يحفظو ولد ابنو (يتاجر الآن بين نواكشوط و تركيا، كان مسؤولا عن وكالة طيبة لتأجير السيارات التابعة للحركة الإخوانية) بتوفير الحماية و كل ما يلزم لهما حتى يصلا إلى بوركينا فاسو. ذهبت المجموعة الأخيرة بصالح ولد حننا و محمد ولد شيخنا من نواكشوط بعد 21 يوم من الاختفاء في منازل تابعة لهم في توجونين و دار النعيم، حتى أوصلوهم عبر طريق الأمل إلى مدينة خاي في مالي حيث وجدوا طائرة صغيرة مؤجرة من قبل ولد الشافعي أقلتهما إلى باماكو رفقة يحفظو ولد ابنو و عاد الأثنان إلى نواكشوط .

و من باماكو ذهبوا إلى واغادوغو في سيارة مؤجرة .. ـ في واغادوغو وجدوا في استقبالهم ولد الشافعي و كان جميل و ولد وديعة و ولد سييدي قد سبقوهم إليها.

و في اجتماعهم الأول معهم طلبوا منهم أن يكونوا جناحا عسكريا للحركة الإسلامية فرفض ولد شيخنا لأنه يعرف أن الفرسان لن يقبلوا بذلك و دعمه ولد الشافعي في موقفه.

ـ طلب ولد الشافعي من الثلاثة أن يبقوا مع المجموعة لتحضير عمل عسكري ضد النظام الموريتاني فرفضوا و اتجهوا إلى بروكسيل عبر ليبيا بتذاكر مقدمة لهم من قبل ولد الشافعي .. ـ ظلوا يقودون التنظيم من بروكسيل عن طريق صالح ولد حننا ؛ كان الجميع متذمرا من تحكمهم في التنظيم لكن الإكراهات ظلت ترغم الجميع على قبول أمر الواقع.

ـ كان صالح يعرض عليهم كل البيانات و كل الخطط قبل إعلانها و لا ينشرها أو يعمل بها إلا بعد موافقتهم وكانت مجموعة الفرسان على علم من ذلك و تحتج عليه مما سبب فيها خلافات ظلت تكبر مع الوقت.. ـ وصلت المجموعة مساعدات من ليبيا (150 ألف دولار أتى بها صالح بشير ، رئيس قلم (ديوان) القذافي و كانت هي أول مساعدة.. 100 ألف دولار أتى بها من يدعى مدني رئيس مجموعة (س.ص أي الساحل و الصحراء) .. مساعدات من 50 ألف دولار كل شهرين كانت تصل باستمرار من القذافي ) كانت هذه المبالغ تصل دائما عن طريق الشافعي ..(و سعر الدولار حينها في حدود 250 أوقية) ـ بن كامارا ، موريتاني يعمل موظفا دوليا في شركات البترول ، قدم 7 ملايين أوقية (حوالي 28 ألف دولار) و تعهد بأن يقدم مساعدات أخرى لكنها لم تصل المجموعة لأنه كان على اتصال حصري بولد الشافعي و لا يدرون هل قدم له أشياء أخرى كما وعد ام لا.. ـ قدم لهم أحمد ولد داداه (رئيس حزب تكتل القوى الديمقراطية) 50 ألف دولار. ـ قدم لهم ولد هيدالة عن طريق ابنه سيدي محمد 10 الاف دولار . ـ د / الشيخ ولد حرمة 7 ملايين اوقية أي (حوالي 28 ألف دولار). ـ قدمت الجالية في أمريكا حوالي 5 ملايين من الأوقية ، أخبرهم ولد شيخنا أن يسلموها لشخص في نواكشوط و لم تصل التنظيم و لم يعرف حتى الآن ما هو كان مصيرها.. ـ غيوم صورو رئيس المتمردين في كوت ديفوار حينها، قدم لهم 15 مليون فرنك Cfa هؤلاء الأشخاص ينبغي أن ترد لهم أموالهم ، أولا لأنهم قدموها للفرسان لا لحركة الإخوان و ثانيا لأن الإخوان أخذوها للتحضير لانقلاب و لم يستعملوها في هذه المهمة. فبأي حق يتمسكون بها لأنفسهم حتى الحين؟ ـ قدمت جهات في السودان مساعدات استلمها جميل منصور و لم تصل الفرسان.. ـ قدمت حكومة بوركينا فاسو سيارة رباعية الدفع جديدة ، ذهب بها صالح و ولد احريمو إلى مالي و لم تعد من تلك الرحلة و لا أحد يعرف ماذا فعلا بها.. ـ أمنت بوركينافاسو السكن و الاكل و التنقلات بين الفرسان و المتمردين في ساحل العاج .. ـ قدمت ليبيا حمولة ثلاث طائرات من السلاح (هذا ما صرح به الليبيون لأعضاء التنظيم بعد القبض على صالح و ولد ميني..) ، لم يصل منه الى التنظيم الا عدد قليل هو ما تم ضبطه في توجونين و سوق المغرب، فأين أخفت الجماعة كل هذه الترسانة العسكرية؟ ـ كانت عملية سمسرة ضخمة استفاد منها الكثيرون على حساب الفرسان (لاحظوا هنا أن جماعة الإسلاميين لم يقدموا أي مساهمة من جانبهم، حتى لو كانت ستعود إلى جيوبهم) ـ كانت كلما وصلت مبالغ يأتي إما ولد احريمو و إما يحفظو ولد ابنو لاستلامها ، بدعوى انهم سيجهزون بها مجموعات شبابية و يشترون سيارات رباعية الدفع لتحضير العملية المبيتة و لم تظهر أي سيارة في أي مرحلة بعد ذلك و كان المبلغ الاجمالي الذي استحوذ عليه الإخوان لهذا الغرض في حدود مليار اوقية و هو ما يكفي لتجهيز جيش تكفلت ليبيا بجانب تسليحه و تمويله و بوركينا فاسو بإيوائه و تدريبه : فأين ذهبت كل هذه الأموال؟. ـ دفعوا من هذا المبلغ الضخم حوالي 4 ملايين اوقية فقط لسجناء الفرسان في نواكشوط و الأسر.. ـ المختار ولد محمد موسى و جميل منصور و ولد الركاد ، استلموا في إحدى المرات شحنة سلاح من 15 بندقية كلاشينكوف ارسلها التنظيم مع محمد ولد آلويمين المعروف تحت اسم محمد ديكو ليسلمها لشاب يدعى “ديديَ في سيارة تحمل شحنة من “آدلكان” قادمة من بوركينا فاسو، استعدادا للعملية و لم يعرف مصير هذه الشحنة حتى الان. و كان الشاب ديدي قد توجه في تلك الأيام إلى بوركينافاسو لينضم إلى تنظيم الفرسان فتم تسليم الشحنة إلى الثلاثة . و كانت هذه هي شحنة السلاح الأولى التي وصلت موريتانيا من عند التنظيم قبل الشحنة التي تم ضبطها في توجونين و الثانية التي أخبر عنها ولد ميني في سيارة قرب سوق المغرب، بعد القبض عليه و انتهاء كل شيء، خوفا من أن تسبب كارثة للمدنيين. كل هذا الارث الضخم من الأموال و السلاح، تم اختفاؤه بعد القبض على صالح و ولد ميني لنفهم بوضوح ـ فيما بعد ـ أن القبض عليهما جاء في إطار خيانة دنيئة تم التخطيط لها بإحكام. ـ من الغاز ملف الاسلاميين التي ما زال يصعب فك طلاسمها، أن الشاب مولاي ولد ابراهيم (مدير تلفزة المرابطين حاليا (كان نائبا من حزب حاتم ثم التحق بتواصل و من تواصل التحق بصفوف حزب الاتحاد من أجل نهب الجمهورية و منه عاد ثانية إلى تواصل حيث يتولى الآن إدارة تلفزة “المرابطون”) كان مع صالح ولد حننا و ولد ميني و ولد احريمو في البيت الذي داهمه الأمن في لكصر : و حين شعر هو وصالح ولد حننا بمداهمة الأمن للبيت فرا و تركا ولد ميني و ولد احريمو نائمين في البيت . و في التحقيق معهما بعد القبض عليهما أخبر ولد احريمو أنه كان معهم و تم إعلان البحث عنه في التلفزة الوطنية من قبل وزير الإعلام حمود ولد عبدي : هذا الشاب الذي كان هو من تولى عملية دخول صالح و ولد ميني إلى الأراضي الموريتانية من معبر خاص على النهر في حوض صغير تحت إشراف يحظيه ولد ابنو ( يحفظو) الذي استقبلهما في السنغال و رافقهما حتى ريشارد تول ؛ هذا الشاب لم يصدر ضده أي حكم لا غيابيا و لا حضوريا في محكمة وادي الناقة في حين صدرت أحكام على أشخاص لا علاقة لهم بالفرسان مثل الرقيب السابق ولد ممودي و د/ أعلي ولد اصنيبه (كان الناطق الرسمي لحملة هيدالة و سجن حينها ليخرج بعد ذلك من البلد كمعارض للنظام و لا علاقة له بالفرسان إلا في حدود تعاطف كل معارضي نظام ولد الطائع معهم) و سيدي ولد اليسع و حم ولد ودادي (من ضمير و مقاومة و هما من قاما بمحاولة إرهاب دداهي و أطلقا وابلا من الرصاص على سيارته أمام بيته “من أجل إخافته من دون قتله”، كما ادعوا في ما بعد) . و في “شهادته على العصر” مع “الرفيق” أحمد منصور في قناة الجزيرة، لم يتكلم صالح عن وجوده معه و لم يذكر اسمه !؟ ـ ولد اليسع وصل إلى التنظيم في بوركينافاسو لكنه لم يستطع الانسجام مع المجموعة بسبب تحكم الإسلاميين فيها أما ولد ودادي فبقي هناك بسبب التأثير القبلي داخل التنظيم ثم التحق به أخاه بحام في محاولة من ولد شيخنا لصنع جناح من القبيلة مقابل جناح صالح .. و يتداول داخل وسط الفرسان في تكتم، أن الإسلاميين هم من وشوا بمكان وجود صالح للسلطات؛ فبعدما أخذوا أموال التنظيم و لم يصرفوها في ما اتفقوا معهم عليه، أصبحوا يبحثون عن طريقة للتخلص منهم … و ما كان يمكن التخلص من الفرسان من دون القبض على الاثنين : ولد ميني و صالح ولد حننا.. المبعوث الدائم حمود ولد الصيام: بعد القبض على صالح و ولد ميني قام الاسلاميون بإرسال مبعوث دائم لدى الفرسان في بوركينافاسو ، مهمته السيطرة على القرار بعد ذهاب صالح الذي كان يتولى المهمة و استلام أي مساعدات تصل التنظيم لتسليمها ليحظيه ولد ابنو (يحفظو) .. ـ كان هناك صراع قوي بين جناحين في الفرسان أحدهما يقوده صالح و الاسلاميون و الثاني مشكل من بقية الفرسان : ـ الإسلاميون هم من فرضوا ذهاب صالح و ولد ميني و كان الأخير و بقية الفرسان يرفضون الدخول لأنه يعني نهاية عمل الفرسان في حالة فشله كما وقع بالضبط و هذا دليل آخر على محاولة الإسلاميين التخلص من الفرسان لاستبقاء تلك الأموال و الأسلحة . و هناك دليل آخر لا يقل أهمية هو أنهم أكدوا للتنظيم أن لديهم 80 مسلحا جاهزين في نواكشوط مع سيارات دفع رباعي و أسلحة و حين وصل ولد ميني و صالح لم يجدوا عندهم أي فرد و لا أي سلاح و لا أي سيارة.. ـ و من ضمن الأمور التي شكلت خلافا بين جناح الإسلاميين بقيادة صالح و بقية عناصر التنظيم ، مقترح من جناح الاسلاميين بإدخال متمردين من كوت ديفوار للمشاركة في عمل عسكري ضد النظام و هو ما رفضته مجموعة الفرسان الأخرى.. ـ و طلب الإسلاميون من التنظيم أن يقدم لهم لائحة أعضاء اللجنة العسكرية و أعضاء الحكومة المقترحة التي ستتولى قيادة البلد في حالة إسقاط النظام و رفضوا تزويدهم بها (و هذا مجرد اختبار طاعة لأن صالح كان يعرف كل شيء و يزودهم بكل المعلومات) .. و بعد عودة جميل منصور إلى البلد و قبل عودة صالح ولد حننا و ولد ميني (في هذه الفترة ) كان رجل الأعمال أحمد ولد مكي في زيارة عمل لبوركينافاسو و في لقاء مع ولد الشافعي ، تطرقا موضوع الفرنسان و تم الحديث عن صفقة لتسليمهم لولد الطائع بموافقة الإسلاميين ، مقابل حزمة شروط ، لا أدري هل رفضها ولد الطائع أو أخل بها أو نفذها جزئيا على طريقته أو كاملة على طريقتهم !!! ـ حين قام الفرسان بتشكيل حزب “حاتم” بضغط من الإسلاميين ليكون حاضنة لهم لأن النظام حينها كان يرفض ترخيص حزب “تواصل” ، فرضوا أن يكون صالح هو رئيسه و كان الفرسان يقترحون أن يتولى عبد الرحمن ولد ميني قيادة الحزب بسبب توازنه و صراحته و شجاعته و صدقه و ثقة الجميع فيه. و بعد أن حصل الاسلاميون على ترخيص حزب “تواصل” ، قاموا بمضايقة قيادة حزب “حاتم” حتى خرج منها خيرة ضباطها (عبد الرحمن ولد ميني ، محمد الأمين ولد الواعر، محمد فال ولد هنضي، موسى ولد سالم و عدد من ضباط الصف و الجنود) و التحقت هذه المجموعة بحزب تكتل القوى الديمقراطية. فبعدما أفشلوا انقلابهم و سرقوا نضالهم و كل المساعدات التي أرسلت لهم و دمروا رمزية حركتهم و أفسدوا وحدتهم ، قاموا بسرقة حزبهم ليحولوه إلى جناح عسكري لحزب تواصل و قد قام صالح في شهادته على العصر (مع أحمد منصور و هو من قيادة الحركة) بتقزيم أدوار رفاقه في الانقلاب و ظهر في البرنامج كأنه كان صاحب الحل و العقد الأوحد …. ـ أرسل الإسلاميون 10 أشخاص ليتلقوا تدريبا على يد الفرسان و ذهب بهم ولد ميني إلى كاتشيولا في شمال كوت ديفوار (قرب بواكي) ليكونهم ، فرفضوا ظروف التدريب بسبب صعوبته فتدخل ولد احريمو و طلب منه التخفيف عليهم فرفض ولد ميني و قال له أنا لست “إسلاميا” و لا أتلقى منهم الأوامر و أنا من يحدد طبيعة التدريب .. و كان هذا أول خلاف معلن داخل صفوف الفرسان و سبب شرخا كبيرا في العلاقات بينهم حتى إن كان ظل صامتا لصلابة ولد ميني من جهة و تكتمه من أخرى .. و حين ترشح ولد ميني للنواب من حزب حاتم ، قام الإسلاميون بحملة مسعورة ضده لكنه استطاع أن يفوز بالمقعد بسبب علاقاته الواسعة و ما يتمتع به من ثقة عند الناس. من هذا عملهم، يعتبرون مافيا مسلحة بالغة الخطورة، تتخفى خلف واجهة سياسية ، يمكن أن يطيحوا بنظام لكن لا يمكن أن يعادوه إلا في حدود ما يسمح به، كما يحصل اليوم تماما على أرض الواقع. من هذا عملهم، لا يمكن أن يسعوا إلى سقوط نظام مافيوي مثلهم ، اتفق معهم على تركهم مقابل تركه، تماما مثل ما جاء في وثيقة مهادنته مع القاعدة التي حصل عليها الأمريكان في ملجأ بن لادن .. من هذا عملهم ، لا يكونون طرفا فاعلا في معارضة وطنية جادة ، تحترم نفسها وتحترم جمهورها . أين ذهبت كل هذه الأموال و الأسلحة و التدريبات ؟ ـ حمولة ثلاث طائرات ليبية من السلاح، كيف تم إدخالها في البلد و أين يتم تخزينها و لأي أغراض تدخر؟ ـ 15 كلاشينكوف و 80 متدربا و حوالي مليار أوقية و رتل من السيارات العابرة للصحراء ، أين يتم إخفاء هذا الجيش كامل العدد و العدة و العتاد ؟ إن من يستغرب استقبال ولد محمد موسى لولد عبد العزيز متوشحا بعلم العصابة، لا يفهم أي شيء عن حقيقة الرجل و لا أي شيء عن تاريخ “تواصل” .. من يدقق في نظام ولد عبد العزيز ، سيرى بوضوح أن أكثر أطره من “الإخوان” ؛ وزراء و سفراء و أمناء عامون و مدراء و رجال أمن و قادة عسكريون.. ـ حزب “تواصل” لا يمثل إلا واجهة ذكية لنفي حقيقة هو مجرد مظهر متلبس من مظاهرها .. ـ من يسيء إلى “تواصل” يسيء إلى عصابة ولد عبد العزيز و من يسيء إلى عصابة ولد عبد العزيز يسيء أكثر إلى “تواصل” ـ أما الجانب الأخطر في هذه العلاقة فهو ما تلتمسه عند كل من يدرك بعض هذه الحقائق، من خوف و من تحفظ و حذر من توجيه أي نقد لتواصل !؟ لا يستطيع ولد عبد العزيز أن يظهر تقاربا أكثر مع “تواصل” خوفا من الأوروبيين و ليس من مصلحة الاثنين أن يكشفا عن حقيقة علاقتهما حتى يواصل “تواصل” عملية تدميره للمعارضة من الداخل. لقد عمل الاثنان على انتزاع زعامة المعارضة من ولد داداه و عملا على خروج التكتل و إيناد من المنتدى و عملا على إحداث شرخ بين التكتل و ولد بو عماتو و عملا على منع حدوث تقارب بين المعارضة و أعضاء مجلس الشيوخ. و علينا هنا أن نعترف أنهم نجحوا في كل هذه الخطوات بمهارات عالية ، سيفقد “تواصل” الكثير من حرفيتها بعد خروج جميل منصور من رئاسته. لقد كان تعالي ولد داداه عن الصراع مع “تواصل” على زعامة المعارضة خطأ .. و كان خروج التكتل و إيناد من المنتدى كما تريد تواصل خطأ .. و كان عمل “تواصل” على منع تقارب بين التكتل و ولد بوعماتو بأمر من النظام عملا تنقصه الفطنة. كل أحزاب المعارضة ينبغي أن تكون عرينا لكل معارض و كل مواطن يتعرض لظلم : عبارة “اختزال المعارضة في ولد بوعماتو” كانت من صناعة أجهزة النظام و كان إعلام تواصل من تولى النفخ فيها : نعم، لا ينبغي اختزال المعارضة في أي شخص و لا في أي جهة، لكن كان ينبغي اختزال احتواء كل معارض و كل جهة معارضة في ولد داداه و ولد مولود و غيرهم من قادة المعارضة حتى لو وقفنا جميعا ضدهم في شأنها .. كان عليهم أن يقفوا جميعا بكل ثقلهم ضد سجن ولد غدة و إهانته انطلاقا من هذا المبدأ و كان عليهم إدانة إصدار مذكرات توقيف ضد معارضين للنظام بدعاوى واهية و كان على ولد مولود أن يعترف بأخطائه الفادحة في مساعدة تواصل على تدمير المنتدى و محاولته عزل التكتل و إيناد و العمل على تدمير علاقاتهم بكل الجهات المعارضة.. و صحيح أن مجلس الشيوخ بدا مترددا و منغلقا على نفسه و حاول أن يفهمنا أنه يعرف ماذا يفعل و كيف يصل إلى أهدافه فيما ظهر أنه لم يكن يملك أي تصور لخوض معركته و لا أي إرادة لدخولها، لكن دور المعارضة في إخراجه من الصدمة ، كان سلبيا و متخاذلا و غير مقنع و غير محفز. لم أجد من بين الجميع اليوم، من يفهم لماذا لا تترشح “تواصل” للانتخابات القادمة و لا لماذا تعلن الآن عن عدم ترشحها!!؟ و كلاهما رسالة أهم من الأخرى: يدعي حزب تواصل أنه تجاوز المائة ألف منتسب و يعتبره رقما قياسيا في البلد و في تاريخ أحزابه لكن قوة الأحزاب لا تقاس بعدد منتسبيها و إنما بقدرة خطابها و مصداقية قياداتها على استقطاب الناخبين في المناسبات و هذا ما يفتقده حزب تواصل : هناك من لا ينتمي إلى التكتل و لا إلى قوى التقدم و لا غيرهما و لن يقبل الانتماء لأي منهم حتى لو انتقلت كل إدارتهم إلى بيته لتدعوه إلى ذلك، لكنه مستعد أن يعطيهم صوته في الانتخابات حتى لو لم يطلبوها منه . و هذا هو معيار قوة الأحزاب لا عدد المنتسبين إليها: الحزب الشيوعي الصيني لا يملك مليون منتسب. و إذا كان تواصل يدعي أنه يملك أكبر عدد من المنتسبين في البلد و يتبجح بذلك، ألا يكون إعلان عدم ترشحه خيانة لمنتسبيه؟ أم أنه يعتبرهم خرفانا غير معنيين بشؤون الحزب؟ و سأقول هنا إن قرار تواصل “عدم الترشح للرئاسيات المقبلة” وارد جدا و تكتيكي بامتياز لكنه ليس نهائيا بكل تأكيد: هناك عنصران من الإخوان في مواقع قيادية جيدة داخل عصابة ولد عبد العزيز تربطهما علاقات واسعة غير مرئية مع تركيا و قطر، يراهن تواصل ، انطلاقا من إفلاس النظام و عدم أهلية جميع بيادقه، على حتمية ترشيح أحدهما من قبل ولد عبد العزيز : هذا هو انقلاب تواصل الأبيض الذي تعده اليوم و حين لا يرشح ولد عبد العزيز أحدهما ستدخل تواصل في المنافسة ، لا للفوز بالرئاسة لأنها لا تستطيع الوصول إليها و إنما لدخول التحالف الفائز للحصول على نصيب من الكعكة (المحرم الوحيد في قاموس تواصل هو أن لا يكون لها نصيب في أي طبخة) من جهة و للوقوف بكل ثقلها في وجه وصول أي مرشح من المعارضة إلى السلطة، من أخرى. إن إعلان تواصل الآن عدم ترشحه للرئاسيات (غير الملزم) عملية استباقية ذكية ، لتفادي كشف أوراقها ، في حالة تم ترشيح ولد عبد العزيز لأحد رجالها من داخل كشكول حزبه المشكل من بقايا كل مافيات الأحكام السابقة. و بالعودة اليوم قليلا إلى الوراء لا بد أن نقف بحيرة أمام مجموعة من الحقائق لا يمكن أن تكون صدفا : من يتأمل هذه الأمور بتعقل لا بد أن يكتشف أن العلاقة بين ولد عبد العزيز و الإسلاميين ، نشأت قبل إسقاط ولد الطائع و هي علاقة مصيرية للاثنين ، تدار بإحكام و في إطار ضيق على مستوى القيادة : 1 ـ تم انقلاب ولد عبد العزيز و ولد الغزواني على ولد الطائع في وقت كانت فيه كل قيادات الاسلاميين في السجون. (علاقة ولد الغزواني بالإسلاميين لا يمكن إخفاؤها : محمد محمود ولد محمد الأمين (السفير السابق في السعودية) ، شيخنا ولد النني (السفير الحالي في داكار)، ولد محم، علاقته بزعيم المعارضة، و بالسفير التركي في نواكشوط (…) 2 ـ تعيين الرائد السابق محمد ولد شيخنا مديرا في ميناء نواكشوط و المهمة السرية التي تم انتدابه فيها خلال الأزمة الليبية ، ليست أمورا عادية تكلف بها الأنظمة البوليسية غير رموز منتهى ثقتها: إن وجود أعضاء كانوا فاعلين في قيادة تنظيم الفرسان ، في أحضان النظام و بدلال ملحوظ ، يعني بكل تأكيد أن عصابة ولد عبد العزيز على علم بكل كبيرة و صغيرة من هذه التفاصيل و لا يمكن سكوت نظام دكتاتوري ، يرتجف من أي طوبة في يد طفل، عن جماعة مدججة بالسلاح و بمثل هذه الخطورة إلا في إطار اتفاق مصالح مشتركة و لعبة مصيرية تدار بإحكام. 3 ـ انضمام صالح بحزبه إلى الأغلبية في البداية، كان (في ما يبدو) على ضوء شمعة تم إطفاؤها من الجانب الآخر كي لا تكشف المستور.. 4 ـ تم الانقلاب على ولد الطائع في 3 أغسطس 2005 و تم الترخيص لحزب “تواصل” في 3 أغسطس 2007 ؟؟ 5 ـ لغز نجاة الشاب مولاي ولد ابراهيم من المحاكمة و رحلته السياحية بين أقطاب اللعبة : “حاتم” ، الاتحاد من أجل نهب الجمهورية و “تواصل” ، أمر لا يحدث بهذه التفاهة التي نتجاوزه بها.. و بالعودة إلى ما قدمه حزب تواصل لولد عبد العزيز من خدمات كبيرة و مشهودة في السنوات الماضية تكلمت عنها بوضوح أعلاه، نستطيع أن نجزم بأنهما يرتبطان بعلاقات سرية قديمة و وطيدة هي السر الوحيد لوجودهما اليوم على الواجهة من الطرفين (النظام و المعارضة) ، فلا ولد عبد العزيز كان يستطيع أن يحكم كل هذه الفترة بمثل هذا التخبط الغبي من دونها و لا من دونها كان “تواصل: يستطيع أن يتربع على عرش المعارضة من دون أي وجه حق.. ملاحظة هامة : إذا كذب لك بعض الفرسان (غير صالح و ولد شيخنا) بعض هذه المعلومات ، لا تستغرب أنه قد لا يكون على علم بها حتى لو تظاهر بأنه على علم من كل شيء (تلك طبيعة الموريتاني) و إذا كذب لك بعض أطر “تواصل” (غير ولد منصور و ولد سييدي و ولد محمد موسى) ، وجود هذه العلاقة مع النظام ، يمكنك أن تطبق نفس القاعدة. بل يمكن الجزم بأن التصدعات التي تحدث فجأة من وقت لآخر بين الاثنين و احتواءها بسرعة في كل مرة حتى كأن أي شيء لم يكن (في إعلام تواصل بصفة خاصة)، دليل واضح على أن الصف “الثاني” من رجال الطرفين لا علم لأي منهم بحقيقة الأمر.

سيدي علي بلعمش

مواضيع مشابهة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضا
Close
Back to top button