مقالات

ديمقراطية الثكنات

مثلما في (الاسماء المتغيرة) للروائي الموريتاني احمد ولد عبد القادر مازالت موريتانيا تبحث عن هوية الفرد والمجتمع والدولة. تتغير الاسماء ويظل نظام الحكم يترنح بين القبيلة والعسكر عاجزا عن بناء مؤسسات ديمقراطية تقي البلاد شر الانفلات الامني وتضمن التداول السلمي على الحكم وتحقق لابناء الوطن التوازن الاقتصادي والاجتماعي المنشود. ولم تكن التجربة الاخيرة والفريدة بمنآى عن العادة الموريتانية، اذ لم يعمر تسيير شؤون البلاد طويلا خارج الثكنات، وعادت السلطة سريعا بين اسوارها وفي احضان العسكر بعد فشل للتعاطي الديمقراطي داخل المؤسسات الدستورية في هذا البلد العربي .
حظ موريتاني عاثر اعاد صورة البزات العسكرية تعقد الندوات الصحافية وتبشر بالعدل والانتخابات ورمى بالمدنيين المنتخبين في غياهب السجون .
وقدر مشؤوم اعاد الى واجهة الاحداث وصالونات النقاش هؤلاء المتحمسين لنظرية ديمقراطية الثكنات والمحذرين من القفز الى المجهول، ولهم في هذه التجربة رصيد جديد من البراهين والادلة التي تدعم ارآءهم بخصوص التحول الديمقراطي في عالمنا العربي.
تجربة عادت لتجرم (الجنود الجيديين) على تسريعهم بتسليم السلطة للمدنيين بعد ان اعتبرهم مناصروالتراكم الديمقراطي داخل المؤسسات المدنية رجالا استثنائيين في تاريخ الوطن العربي .
في الحقيقة ان الاجتهاد السياسي في لحظة تتوالى فيها الاحداث والمواقف بكثافة قد يؤدي بتحليلنا الى نتائج خاطئة، على اعتبار ان التجربة الموريتانية المتمثلة في خروج العسكر وعودتهم سريعا الى السلطة فتحت افاقا جديدة للطبقة السياسية جربت فيها شكل الحكم خارج الثكنات .
ومثلما في (الاسماء المتغيرة) قد تعود موريتانيا للبحث عن هويتها السياسية داخل قبة البرلمان وفق الدستور البلاد وقوانينها .
ثامر الزغلامي صحافي من تونس

القدس العربي

مواضيع مشابهة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button