أخبار

«الشرق الأوسط» تنشر تفاصيل أول لقاء مع ولد الشيخ عبد الله وهو معتقل

نشرت صحيفة” الشرق الأوسط “الصادرة صباح اليوم24-10-2008 فى لندن ، مقابلة أجرتها مع أحد الحقوقيين الذين سمح لهم الجنرال ولد عبد العزيز بمقابلة الرئيس الموريتاني سيدي ولد الشيخ عبد الله الذى أطاح به انقلاب عسكري فى 6 أغشت الماضي ، الحقوقي كشف للصحيفة بعض الأشياء الخطيرة ، مثل عدم رغبة الرئيس المخلوع فى العودة إلى كرسيه الذي وصل إليه عن طريق انتخاب عام شهد العالم بنزاهته ، موقع “أنباء” وكما عود متصفحيه بعرض كل جديد الأخبار السياسية المتعلقة بموريتانيا ،حرصا على التميز فى السبق وتقيدا بالتزام الحياد والإستقلالية ، يعيد نشر كامل نص المقابلة .

الشرق الأوسط:

نواكشوط\ محمد حيدره – في إحدى فيلات قصر المؤتمرات التابع للحرس الرئاسي الموريتاني، يقيم الرئيس المعزول سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله وسط حراسة أمنية مشددة، منذ إطاحته في السادس من اغسطس (آب) الماضي في انقلاب أبيض، قاده الجنرال محمد ولد عبد العزيز.

ومنذ ذلك الوقت، لم تتوصل عائلة ولد الشيخ عبد الله لأبسط معلومات عن تفاصيل حياته في معتقله الجديد، وهو المكان نفسه الذي وشح فيه رئيسا للبلاد بحضور بعض من قادة العالم قبل 18 شهرا.

وشكلت مقابلة السفير الفرنسي في نواكشوط للرئيس السابق قبل شهر فرصة للاطمئنان على أسرته من خلال اتصال مقتضب من هاتف السفير الفرنسي الشخصي.

ومع أن القادة الجدد منعوا رؤساء بعثات أفريقية وعربية من مقابلة الرئيس المعزول رغم إلحاحهم على ذلك، فإن الجنرال ولد عبد العزيز سمح في خطوة مفاجئة لحقوقيين موريتانيين بهذا اللقاء، وكان ذلك يوماً واحداً قبل بدء مشاورات الاتحاد الأوروبي مع الحكومة الموريتانية في فرنسا طبقا لاتفاقية كوتونو القاضية بحظر الانقلابات العسكرية في أفريقيا، وهو ما فسره مراقبون بمحاولة الرئيس الجديد اللعب بهذه الورقة في مفاوضات حاسمة ستحدد مصير بلد يواجه مخاطر عقوبات سياسية واقتصادية قاسية من المجتمع الدولي.

«الشرق الأوسط» حاورت الناشط الحقوقي سيدي احمد ولد حبت في نواكشوط، وهو شخصية وطنية معروفة وعضو بارز في اللجنة الوطنية لمراقبة المسلسل الانتقالي في موريتانيا. وكان من بين أربعة حقوقيين فقط سمح لهم بمقابلة الرئيس المعزول في إطار مبادرة وطنية يقومون بها لإنهاء الأزمة القائمة في موريتانيا.

* كيف أقنعتم الجنرال ولد عبد العزيز بالسماح لكم بزيارة الرئيس المعزول؟

ـ كنت من بين أربعة حقوقيين أطلقوا قبل أسابيع مبادرة لحل الأزمة القائمة في موريتانيا، وتقوم هذه المبادرة على الإفراج عن الرئيس المعتقل والاقتراب من جميع الأطراف المعنية والمساعدة على تنقية الجو السياسي من أجل تشجيع حوار صريح ومسؤول. في هذا الإطار التقينا رئيس الدولة، وقدمنا له شروحاً وافية عن المبادرة، لكننا أوضحنا له أن إحراز أي حل توافقي لا يمكن دون تشاور مع الرئيس المعزول، وكنت أدرك حينها أنه سيرفض، لكن المفاجأة أن الجنرال وافق على الفور، قال: «إذا كنتم ترغبون في ذلك هذا المساء، فنحن جاهزون». وبعد ساعات من مشاورتنا مع رئيس الدولة تم ترتيب اللقاء وتوجهت بنا سيارة تابعة للرئاسة إلى أسوار قصر المؤتمرات حيث توقفت هناك ثم انتقلنا إلى أخرى ورافقنا ضباط إلى باب الفيلا حيث يقيم الرئيس المعزول.

* هل كان ولد الشيخ عبد الله على علم بزيارتكم؟

ـ عندما دخلنا إلى الفيلا كان ولد الشيخ عبد الله في انتظارنا وأخبرنا أنه علم بزيارتنا عندما كان يتابع نشرة الأخبار في التلفزيون الحكومي حين ما نقلت تصريحات بأن الجنرال ولد عبد العزيز سمح لوفد من الحقوقيين بزيارته في المعتقل. وقال لنا إنه فكر حينها في رفض استقبالنا إلى ما بعد مشاورات فرنسا لكي لا يوظفها المجلس الحاكم لصالحه. وعندما وصلته قائمة الحقوقيين وافق على الفور نظراً لروابط الصداقة والزمالة التي تجمعنا به، (إذ قال لنا) «ألستم أصدقائي وزملائي في الدراسة ومشتاق لرؤيتكم».

* كيف كانت ظروفه النفسية والبدنية؟
ـ كان ولد الشيخ عبد الله يتحدث إلينا بثقة كبيرة وكنا نشعر كأننا في جو عائلي، استطرد لنا على الفور أسباب الأزمة التي عاشها مع العسكريين ودوافع إصداره مرسوماً رئاسياً بإقالتهم بعد ما تأكد له انغماسهم في الحياة السياسية وانشغالهم عن مهامهم الموكلة إليهم، وكيف حركوا النواب البرلمانيين لفتح تحقيق في هيئة عقيلته خت بنت البخاري، كان أكثر ما يثير مشاعر الغضب لديه هو أنه يشاهد المسؤولين الحكوميين والبرلمانيين الذين يحملونه مسؤوليات تدهور الوضع الاقتصادي والسياسي للبلد خلال فترة حكمه، وقد أبدى لنا رغبته في مخاطبة الرأي الوطني عبر وسائل الإعلام الرسمية لشرح تسييره خلال الفترة التي مكثها في الحكم.

* هل كان على علم بكل ما يدور في الساحة السياسية بعد الإطاحة به؟

ـ نعم كان ولد الشيخ عبد الله يتابع كل ما يبث عن موريتانيا في وسائل الإعلام المسموعة والمرئية من قنوات تلفزيونية وإذاعات، فالغرفة التي يقيم فيها مزودة بشاشة وأجهزة استقبال البث الفضائي وأجهزة إذاعية، ولاحظت كذلك وجود صحف محلية إلى جانبه، ربما يكون طلب من الضباط المكلفين السهر على خدمته جلبها من محلات بيعها، كان يلقي بالنكات الطريفة أثناء حديثه إلينا ويذكرنا بمشاهد من عهد المراهقة حيث كنا نتلقى تعليمنا الإعدادي والثانوي مع بعض.

* على مَنْ يعول الرئيس المعزول في إعادته إلى الحكم؟

ـ لا اعتقد ان للرئيس المعزول رغبة كبيرة في العودة إلى السلطة لأن الصراع الذي خاضه مع ضباط المؤسسة العسكرية أصابه بنوع من الإحباط الشديد لأنه كان يتصور أنه رجل إجماع، وأن الهدف من وصوله إلى هذا الكرسي هو الإسهام في خلق أجواء من الثقة بين المواطنين والإدارة، من أجل القضاء على الفساد ووقف نهب المال العام، لكن العقبات التي واجهها في فترة حكمه جعلته غير واثق من القدرة على القيام بمهمته، وهذا ربما دفعه للتخلص من الجنرالات الذين انقلبوا عليه في النهاية، وفي اعتقادي شخصياً ان الرئيس السابق إذا تم الإفراج عنه، فإنه قد يساعد في وضع حد للأزمة القائمة من خلال التنازلات التي ينتظر أن يقدمها.

* ما هو حجم تجاوبه مع مبادرتكم؟

ـ استعرضنا له الخطوط العريضة لهذه المبادرة واستمع إليها بشكل جيد، لكنه اعتذر عن إبداء أي رأي فيها دون التشاور مع حلفائه السياسيين وهيئات المجتمع المدني.

مواضيع مشابهة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button