أخبارأخبار عاجلةثقافة وفنعربيمقالات

التزوير دعوة للعصيان المدني / سيدي علي بلعمش

أنباء انفو- على الشعب الموريتاني اليوم أن يفرض على كل مترشح للرئاسة أن يلتزم خطيا بمحاسبة أي شخص يحاول بأي شكل من الأشكال ، تزوير الانتخابات : لا يحق لمن لا يلتزم بهذا الشرط أن يترشح لانتخابات مصيرية ، في بلد عانى أهله بما فيه الكفاية من تزوير الانتخابات و العبث بالقوانين. من يجمع اليوم بطاقات الناس و يحتجزها يجب أن تتم معاقبته في الشارع .. أن يسحب بأرجله في الشارع من دون رحمة لأنه يتحدى إرادة الشعب .. من يستغل وسائل الدولة و وظيفته الرسمية للدعاية لأي مرشح ، تحتجز وسائل الدولة التي في عهدته ؛ سيارة ، مكتب ، نقود و لا تقبل الناس التقدم في أي خطوة قبل محاكمته كخائن للشعب و لوظيفته ، طبقا لما تقره القوانين الموريتانية.

و أي انتخابات تتمتع بأدنى حد من المصداقية لا بد أن تتوفر على هذه الشروط :
ـ لجنة انتخابية توافقية يقودها رجال جمهوريون ، لا ينفذون إملاءات السلطة كما فعلت اللجنة الحالية في الانتخابات التشريعية و البلدية الماضية .. رجال يعون مخاطر التزوير في بلد لم يعد يقبل أهله أن يساقوا كالمواشي في أي اتجاه. من يفكرون في التزوير اليوم ، هم الأخطر على مستقبل البلد لأن التزوير لن يتم إلا على جثث الساعين لخروج موريتانيا من هذا المأزق الخطير. من ذا سيقبل اليوم أن يترشح في انتخابات ستعبث العصابات بنتائجها في النهاية ؛ إننا نحذر منذ اليوم كل من يفكرون في تزوير الانتخابات و نحملهم المسؤولية الكاملة لما سيحدث عنها من أمور لا أحد يعرف كيف ستنتهي : لن يتم تزوير هذه الانتخابات ، لا بالعبث بنتائجها و لا باستغلال وسائل الدولة و لا بأي طرق أخرى. و إذا لم تكن “المعارضة” قادرة على فرض انتخابات شفافة و نزيهة ستكون أكثر خيانة إذا شاركت فيها. لقد وصلت كل الأمور في موريتايا إلى حد لا يطاق و لم يعد أمامنا سوى أن نكون أو لا نكون و على الجميع أن يدركوا ذلك. و حين لا يسمح للمعارضة بالمشاركة بسبب هذه الفوضى ، سيكون إسقاط النظام المقبل أسهل بكثير من الدخول معه في انتخابات بلا مصداقية و محسومة النتائج، يتم تشريعها بضعف المعارضة.

ـ نظام معلوماتي له مصداقية : لقد تم العبث ـ بمهارات عالية ـ باللائحة الانتخابية و تمت فبركتها بسعة بال لتسهيل أي عملية تزوير على المقاس و بشكل أحادي : هنا سيكون على المعارضة أن ترد على سؤال واحد ، هل هي شريك محمي الحقوق أو متطفلة ترضى بما يمنحها النظام من فضلات؟ و إذا كانت المعارضة غير قادرة على حماية حقوقها سيكون من الأفضل لها أن تتقدم بشروط إصلاحات لا يستطيع مرشح النظام رفضها و تدعمه لتلزمه بتنفيذها بعد نجاحه لتجعله في ورطة ، إن رفضها أعلن أنه مفسد و إن قبلها ألزم نفسه بما يخالف نواياه السيئة.

ـ مجلس دستوري مسؤول من أصحاب الكفاءات المشهود لهم بالاستقلالية و التوازن و الإحساس بالمسؤولية، لا هذا المجلس الأقرب إلى مفوضية شرطة، المشكل من أعوان وزارة الداخلية و متطفلي التزلف. هذا المجلس إهانة لسمعة البلد و إساءة إلى الدستور و خطر على مجتمع لم يعد يقبل التلاعب بمصالحه و التحكم في مصيره بأجهزة هي آخر من يؤمن بالقانون و الدستور و الأعراف و آخر من يحترمها أو يكترث للتبول عليها..

التوسل للأنظمة الفاسدة مهانة و حثها على التحلي بالمسؤولية لا يجدي نفعا لأن أخطاءهم ليست بسبب عجزهم عن الصواب و إنما بسبب قدرتهم و إصرارهم على ارتكاب الأخطاء. و أي قادة حملة لا يحسمون قضية رفض التزوير بكل أشكاله ، يساهمون بتعمد في التلاعب بمصير البلد.

المعركة اليوم ليست معركة جمع الأصوات فالشعب كله مع “التغيير” بل معركة حماية الأصوات و على من لا يملكون الاستعداد و القدرة على منع التزوير بجميع أشكاله ، أن لا يترشحوا فقط. فليس مطلوب منهم أكثر من هذا. المعركة الآن معركة منع التزوير و لا يمكن كسبها دون الاستعداد للموت من أجل فرضها ..

و حين تكون الانتخابات نزيهة و شفافة ، فلينجح من شاء ؛ لا يمكن لأي شخص تأتي به نتائج تصويت نزيهة و شفافة أن يكون سيئا و لن يقبل أي مواطن شريف بالتشكيك في شرعيته..

كل ما تفكر فيه الناس الآن و كل من تتحدث عن ترشحهم و من تبحث عنهم للترشح المضاد، لا قيمة لهم ما لم يتم حسم هذه الأمور و أخذ التدابير الكاملة لمنع تكرارها.

ليحمل الجميع شعار “التزوير دعوة للعصيان المدني”

مواضيع مشابهة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button