أخبارأخبار عاجلةعربي

كيف دافع وزير مالية موريتانيا عن فضيحة اتفاقية شراكة الميناء المثيرة للجدل!؟

أنباء انفو- دافع  وزير الاقتصاد والمالية الموريتاني عن الإتهامات الموجهة إلى قطاعه بتسخير مقدرات الدولة لمقربين من عائلة الرئيس الحالى محمد ولد عبد العزيز  عبر منحهم تسهيلات وامتيازات خاصة كان آخرها حسب تلك الإتهامات الصفقة  المتمثلة فى اتفاقية الشراكة، التي تخص رصيفا للحاويات ورصيفا لتفريغ المحروقات في ميناء انواكشوط المستقل و ظهر أن بطل تلك الصفقة – حسب التهمة- فاعل من القطاع الخاص  زوج لإحدى بنات رئيس الجمهورية.

امتنع الوزير  الموريتاني ولد انجاي ،  وصف الإتفاقية المثيرة ،  بالفضيحة.

وقال الوزير  ، هناك تأخر كبير  شهدته موريتانيا في مجال الشراكة ما بين القطاعين العمومي والخصوصي(PPP)، رغم أن العديد من البلدان قد عرفت هذ النوع من آلية التمويل قبل عشرات السنين، وقد تطورت بشكل كبير، في حين أن بلده لم تكن لديه منظومة قانونية تبوب على هذه الشراكة على حد قوله.

وفي رده على أسئلة الصحافة على هامش اجتماع مجلس الوزراء الأخير ،  تناول الوزير الموريتاني على طريقته  موضوع اتفاقية الشراكة فى  الميناء المثيرة للجدل وقال،  إن هذه الشراكة تعني أن بعض القطاعات التي تتولى الدولة عادة انشاءها، تسند هذا التنفيذ للقطاع الخاص، الذي يتكلف بتشييدها على حسابه الخاص، ومن ثم يستغلها لفترة زمنية محددة، بناء على شروط معينة، وعند انتهاء هذه الفترة تعود ملكيتها للدولة.

ومن الواضح ـ يقول الوزيرـ  إن هذه الآلية لديها مزايا عديدة، حيث تسمح للدولة بترشيد مواردها، وتوجيهها لقطاعات أخرى ذات أولوية، وتحول دون زيادة المديونية، كما أن هذا النوع من الشراكة يسمح بتحسين الخدمات، حيث يكون الفاعل عادة لديه من الإمكانيات والخبرة ما يسمح به بذلك، خصوصا أن لديه الدافع القوي للحرص على جودة الخدمة التي ستمكنه من استرداد استثمارته، كما يخشي من سحب الصفقة منه بناء على عدم احترامه لدفتر الالتزامات وما يحمل ذلك من خسارة للأموال التي استثمر، كما أن هذا النوع من الشراكة يعتبر وسيلة لنقل الخبرة الى البلدان المستفيدة، أيضا هنالك إيجابية أخرى خصوصا مع الشركات التي تعمل في ميدان الموانئ، والتي تكون لديها علاقات تسمح لها بجذب شركات نقل دولية، تمكنها من تحقيق أرباح كبيرة وهنالك تنافس دولي قوي على هذا النوع من الشراكة.

بالنسبة لبلاده – يضيف الوزير –  لم يكن هنالك اطار قانوني ينظم هذه الآلية، وبدأت الإصلاحات الأخيرة بإعداد هذا الاطار، وعكفت عليه لجنة وزارية ولجان فنية وخبراء دولييين، واكتمل مشروع القانون خلال سنة 2017 حيث قدم لمجلس الوزراء، وعرض هنا خلال المؤتمر الصحفي الأسبوعي، ورفع للبرلمان الذي أجازه.

بعد ذلك ـ يقول الوزير ـ دخلنا مرحلة التنفيذ بناء على المساطر التي يحدد القانون، وتم تحديد محفظة مشاريع التي يمكن أن تكون مجال شراكة مع المستثمرين الخواص، وصادق عليها مجلس الوزراء، ولعقد هذه الشراكة هنالك احد طريقين، ولا علاقة لهما بقانون الصفقات العمومية المعروف، اولهما أن يكون هنالك اعلان مناقصة، والطريق الثاني الذي ينص عليه القانون وهو العطاء التلقائي، حيث يتقدم المستثمر بعرض خبرته، وما يمكن أن يقوم به في مجال معين، والمشروع الذي نتحدث عنه اليوم من النوع الأخير.

وأوضح الوزير أن هذا النوع من الشراكة معروف ومعتمد في العديد من البلدان، خاصة في مجال الموانئ، فهنالك ميناء دكار الذي تسيره موانئ دبي، ونفس الشيء ينطبق على ميناء آبدجان ولبريفيل وطنجة مد… الخ.

وقد بدأ تنفيذ هذه الشراكة بتوقيع مذكرة تفاهم بين المستثمر ووزارة التجهيز والنقل ـ مثل العديد من المشاريع الأخرى التي أبدى العديد من المستثمرين الاهتمام بها مثل الطريق السريع نواكشوط/ ألاك، موقف كبير للسيارات بالقرب من سوق العاصمة… ـ  بالنسبة لمشروع الميناء، تقدم مستثمر معروف في المجال الزراعي والموانئ والنقل الدولي يسمى “أولام” من سنغافورة، وبدأت المساطر القانونية منذ شهر فبراير الماضي وتم تقديم دراسات الجدوائية و البيئية  والفنية وبدأت النقاشات على كافة المستويات إلى أن تم الاتفاق على الشروط، وتم تقديم بيان حول الموضوع لمجلس الوزراء، وقدم للصحافة خلال المؤتمر الصحفي الأسبوعي، وأحيل للجنة الصفقات للتأكد من احترامه لقانون الشراكة بين القطاعين العام والخاص وقدمت رأيها، بعد ذلك وقعته مختلف الوزارات المعنية وتم نشره على موقع لجنة الشراكة بين القطاعين لاطلاع الرأي العام عليه.

أما بخصوص محتويات العقد فتتضمن تعميق الميناء، وبناء رصيفين أحدهما للحاويات مجهز بالرافعات والثاني لتفريغ المحروقات، والتي تكلف حاليا مبالغ معتبرة لنقلها من ميناء نواذيبو الى نواكشوط، حيث سيسمح هذا الميناء باستقبال بواخر تحمل 50 ألف متر مكعب، بدل بواخر 30 ألف متر مكعب.

وسيكلف الاستثمار في هذه المنشأة 390 مليون دولار، لم تتكلف منها الدولة الموريتانية أوقية واحدة، وفترة العمل في المشروع 24 شهرا، قد تنقص، وسيعمل به خلال مرحلة الانشاء 750 شخص مع بداية التشغيل سيشغل 500 شخص بشكل دائم، وأية حاوية 20 قدم تنزل على الرصيف يدفع للخزينة عنها 50 دولار، 40 قدم 75 دولار، وكل متر مكعب من المحروقات 2 دولار، دون الضرائب على الآليات بمعدل 3.5٪، الضريبة على الربح 25٪ والضريبة على العمال ستدفع كاملة، والقيمة المضافة 16٪ وفي حالة عدم الربح كل سنة سيدفع 2,5٪ من رقم أعماله، بعد 30 سنة ستعود المنشأة إلى الدولة، وإذا أراد أن يلغي الاتفاق ستبقى البنية التحتية للدولة ولن نخسر أي شيء.

هذا هو الاتفاق المبرم بطبيعة، الحال هذا المستثمر محترف ولم يأتي هنا ليخسر، لكن الاقتصاد العالمي مبنى على أن كل الأطراف تربح (رابح/رابح).

بخصوص ضرورة أن تمر الصفقة على البرلمان، القانون هو الحكم، وهذا النوع من الصفقات لا علاقة له بالبرلمان، الحالة الوحيدة التي تستدعى ذلك إذا كانت هنالك إعفاءات ضريبية لم ينص عليها القانون، وهذا ما لم يحدث في هذه الحالة.

وبخصوص الوضعية القانونية للشركة، فإن القانون الموريتاني يلزم كل مستثمر يدخل شراكة مع القطاع العام، بخلق شركة تابعة للقانون الموريتاني، وهذا ليس خاص ب(PPP) ففي المجال المعدني شركة تازيازت شركة موريتانية والمستثمر كندي ” كينروس”، فالقانون يلزم بأن تكون الشركة موريتانية، لكن هذا لا يعني إلزامية أن يكون هنالك شريك وطني، فمن حق المستثمر الأجنبي أن ينشئ شركة موريتانية دون أن يكون له شريك موريتاني.

 

مواضيع مشابهة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button