مقالات

من الساموري ولد بيَّ إلى …….؟/عبد الرحمن المصطفى

..

قرأت قبل أيام رسالة السيد الساموري ولد بيَّ، رئيس الكونفدرالية الحرة لعمال موريتانيا، إلى الأمين العام للأمم المتحدة؛ والتي “توضح” حقيقة ما تعيشه “قومية” الحراطين، من ظلم، واستعباد، وتهميش اقتصادي، وسياسي، واجتماعي، وثقافي، قرأت وأمعنت فيها النظر، لأتأكد من اسم كاتبها، فقد ظننته للوهلة الأولى أسلوب السيد بيرام ولد اعبيدن، الذي يكتب دائما حول الموضوع، ولكل مقال – عنده – حزمة من “الأدلة” المادية والقانونية، بيد أن الوظائف السبعة التي تلت اسم الكاتب كانت كفيلة بإزالة اللبس، وتحقق هوية الكاتب، عندها لم ينصرف ذهني إلى المعنى الذي يتبادر مما كتبه السيد الساموري، وكأن في قاموسه عندي غرابة لم أعرفها من النقابي الرزين، ومما أكد ما ذهبت إليه سرد تلك الوظائف التي لا يمكن اعتبارها زيادة في “تعريف” ناشط حقوقي تاريخي، وكون وظيفة “حركة الحر”، التي نفى استمراريتها مسعود ولد بلخير قبل نحو شهر، جاءت على رأس قائمتها، عندها تبادر إلى ذهني أن الرسالة ليست موجهة، بالأساس، إلى من كتبت عليها اسمه، وإنما لها مستلم آخر ربما يكون قد أحس ورودها، قبل كتابتها.

في مسألة العبودية في موريتانيا، حلال وحرام؛ أما الحلال؛ فهو التذكير بتحمل الدولة مسئوليتها القانونية والأمنية، في انتشال هذه الشريحة من براثين الجهل، والتخلف، وما بقي من استعباد، آخذاً من يدعوا إلى ذلك في الحسبان، تعقيدَ المسألة وعدم جهوزيتها بين عشية وضحاها، وإنما تحتاج إلى تغيير عقليات وتثقيف أشخاص طبقا لمراحل الدراسة، التي تستمر اثنتي عشرة سنة، لتصل المرحلة الجامعية، دون أن نميز في الفرص والتشغيل بين جميع شباب موريتانيا الذي يرزح تحت نَيْر البطالة القاتلة، أما الحرام فهو البحث لها عن حلول و”إنجاد” من خارج الحدود، فحينئذ، لا يُدفع ضرر بضرر، وما نتائج التدخل الأجنبي في عالمنا الثالث بمنجدة ضعيفا ولا تاركة قويا، وإنما سنصبح جميعا ألعوبة بأيد غربية وشرقية، تبحث عن مصالحها فينا، مع الآخر، دون أن نكون سوى “رجل مريض” آخر سيتقاسمه في النهاية “سايكسٌ” آخر، مع بيكو آخر، لنتوحد في النهاية تحت راية عنصرية لا علاقة لها بالبيظان أو الحراطين.

وفي موضوع رسالة السيد الساموري ولد بيَّ، فأعتقد أن الجهة المرسلة إليها لا تتعدى إحدى ثلاث جهات، فإما أن تكون ضمن تجليات الصراع المحتدم بين الأب الروحي وأمناء سره، وهو الصراع الذي وصل أوْجَه بنفي مسعود لوجود حركة الحر، التي أسسها هو، والتي جاءت هي الأولى من “تعريفات” الساموري، وهو صراع يرى العارفون به أنه، نتيجة للعمل السياسي الذي انتهجه السيد مسعود ولد بلخير وأوصله إلى ثالث منصب في الدولة، والسياسة، كما يقال تعلم المسئولية، والمسئولية هي التي تجعل من السياسي ناجحا أو فاشلا، سلبا أو إيجابا.

وإما أن تكون هذه الرسالة موجهة من “شخصية معارضة” تبحث عن نقاط الضعف، والضغط على النظام القائم، وهي ورقة – لا شك – ناجحة في إرباك نظام لم يستوي على قدميه بعد، ويحضر لمؤتمر للمانحين في عاصمة القارة العجوز، وإما أن تكون موجهة – وهذا الأهم- للرأي العام الحرطاني ، الذي اعتبر أن قادته التاريخيين وصلوا إلى المناصب على رقابه ثم تناسوه، وأصبحوا مثل “البيظان” لا تُدخل دورهم، ولا تُركب سياراتهم، ولا يعمل معهم إلا ذو قربى أو وساطة، وعلى كل حال فالرسالة وصلت، أنَّى كانت جهتها، وأشك في أن الأمانة العامة للأمم المتحدة من احتمالاتها، ومفادها بالنسبة لمسعود؛ إننا هنا ولا يغرنَّك دعم الناصريين العرب لك، فأصواتنا، هي مَن أوصلتك للجمعية الوطنية، عضوا، ورئيسا، ثم نحن بعد ذلك أغنياء عنك، ولعزيز؛ سنستخدم ما نملك من ورقة، من أجل معارضتك حتى لو كلفنا ذلك أن نتساوى معاً في الظلم، والوصاية، وللرأي العام؛ نحن لا يمكن أن ننساكم وإنما ننتظر الفرصة الذهبية لتسديد هدف نظيف، في نحور الأعداء.

أخيرا، يجب علينا أن نضع لأنفسنا خطا أحمر لا تتخطاه مناوراتنا السياسية، نسرح، ونمرح داخله، لكن نتفق جميعا في المحافظة عليه، ودون ذلك لا يمكن اعتبارنا شركاء لا لغة ولا اصطلاحا، وللتذكير فقط فإن الحراطين، قد حصلوا على وظائف ومناصب أكثر مما ذُكر في الرسالة،، وهم يستحقون أكثر من ذلك، فقد كانوا وزراء، بل كان من بينهم رئيس وزراء، وأعضاء مجلس عسكري، بعضهم كان نافذا، وقياديا في حركة الحر، وكان من بينهم دبلوماسيون، وأخيرا و ليس بان كيمون الكوري” بالرسالة وإنما أراد بها “بان كيمونات” آخرين، قد يكونون أهم لديه من الأول آخرا رئيس الجمعية الوطنية، وفي الخلاصة فإن السيد الساموري ربما لا يكون قد أراد فعلا “.

مواضيع مشابهة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button