أخبارأخبار عاجلةعربي

‘‘جون آفريك‘‘ مع وزير خارجية المغرب : البوليساريو وحزب الله ..ملف إيران النووي

أنباء انفو- أجرت الأسبوعية الدولية ‘‘جون آفريك‘‘ فى عددها الصادر اليوم الأحد ،  مقابلة مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المغربي ناصر بوريطة ،  حول حقيقة العلاقة بين جبهة البوليساريو وحزب الله اللبناني وموقف بلاده من الملف النووي الإيرني بعد إعلان الولايات المتحدة الأمريكية انسحابها من الإتفاق.

  • الوزير ناصر بوريطة ، أكد ل‘‘جون آفريك‘‘ أن الجزائر قدمت التغطية والدعم الفعلي والمباشر للاجتماعات التي عقدتها كوادر “حزب الله” وقيادات من البوليساريو.

وأكد بوريطة في حديث للأسبوعية الدولية (جون أفريك)، أن بعض الاجتماعات بين البوليساريو وحزب الله تم عقدها في “مكان سري” بالجزائر العاصمة معروف لدى الأجهزة الجزائرية مستأجر من طرف المدعوة (د ـ ب) وهي جزائرية متزوجة من أحد كوادر حزب الله، تم تجنيدها كعميلة اتصال تابعة لحزب الله خاصة مع البوليساريو.

وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، أفاد بأن السفارة الإيرانية في الجزائر العاصمة كانت هي صلة الوصل التي تربط بين حزب الله والجزائر والبوليساريو من خلال “مستشارها الثقافي” أمير الموسوي الذي كان دائما هو الشخص الرئيسي والمحوري في محاولات نشر “التشيع” في العديد من البلدان العربية والإفريقية والذي هو اليوم مستشار في القضايا الاستراتيجية لـ “المرشد الأعلى” علي خامنئي، بتعبير بوريطة.

واعتبر كبير الدبلوماسيين المغاربة أن قرار المغرب قطع علاقاته الدبلوماسية مع إيران يتناسب وخطورة افعال حزب المدعوم من طرف طهران، والتي تهدد أمن المملكة مؤكدا أن المغرب الذي يملك أدلة دامغة ما كان ليقدم ملفا إلى طهران إذا لم يكن صلبا وبحجج لا يمكن دحضها.

وأوضح بوريطة أن الملف المغربي “تم إعداده بدقة بالغة على مدى عدة أسابيع استنادا إلى المعلومات التي تم تجميعها والتحقق منها طيلة عدة أشهر كما تضمن حقائق ثابتة ودقيقة منها مواعيد زيارات مسؤولين كبار في حزب الله إلى الجزائر وتواريخ وأمكنة الاجتماعات التي عقدوها مع مسؤولي البوليساريو بالإضافة إلى قائمة بأسماء العملاء المشاركين في هذه الاتصالات” مضيفا أن المغرب لم يتخذ قراره إلا بعد أن دراسة كل العناصر والتحقق والتأكد منها.

المتحدث أشار إلى أنه كشف لنظيره الإيراني أسماء مسؤولين كبار في حزب الله، تنقلوا في عدة مناسبات إلى تندوف منذ مارس 2017 من أجل لقاء المسؤولين في البوليساريو والإشراف على دورات تدريبية وإقامة منشآت ومرافق.

وأضاف أن الأمر يتعلق على الخصوص بحيدر صبحي حديد المسؤول عن العمليات الخارجية في حزب الله وعلي موسى دكدوك المستشار العسكري في نفس التنظيم بالإضافة إلى الحاج أبو وائل زلزالي المسؤول عن التكوين العسكري واللوجستيك.

وقال إن وزير الخارجية الإيراني لم يطعن أو يشكك في أي من الأسماء أو الحقائق التي تم اطلاعه عليها مضيفا أن المبررات ذات الطابع “السياسي” التي تم تقديمها ركزت على هامش استقلالية الحركة التي يتوفر عليها حزب الله وكذا على الوضع الخاص لعضو السفارة الإيرانية المعني.

وشدد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي أن “الأمر يتعلق إذا بقرار سيادي تم اتخاذه بكل استقلالية بعد تقييمنا الخاص ولأسباب ثنائية بحتة” وقال “إذا كنا نرغب في أن نتحرك بانتهازية لكان أولى لنا أن نبحث عن فرصة مواتية ونستغلها.. على سبيل المثال غداة قرار الولايات المتحدة الأمريكية الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني “.

وذكر بأن المغرب قام بتعيين سفير جديد في إيران في نونبر 2016 عندما كان السياق الإقليمي والدولي مماثل تقريبا للسياق الحالي مشيرا إلى أن موقف المملكة المغربية بخصوص الملف النووي الإيراني كان دائما موقفا ثابتا.

وأوضح أن “المغرب يعتبر أن الأنشطة النووية الإيرانية تشكل خطرا على المنطقة كما أن الاتفاق الذي تم توقيعه عام 2015 ليس مثاليا بل على العكس من ذلك يتضمن العديد من الثغرات والاختلالات ولكنه يظل مكسبا تجب حمايته وأرضية يمكن تحسينها” مضيفا أن “الشكوك التي تثيرها أنشطة إيران قد تكون مشروعة لكن الحوار هو الذي ينبغي أن يسود من أجل إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط”.

وذكر وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي بأن المغرب امتنع خلال السنوات الثلاثة الماضية عن التصويت على القرارات الغربية بخصوص إيران في مجلس حقوق الإنسان بجنيف في الوقت الذي كانت فيه طهران تعيش أزمة حقيقية مع بلدان عربية وأخرى غربية.

وأكد ناصر بوريطة أنه يجب أن نفهم أن من بين خصوصيات دبلوماسية الملك محمد السادس، الاستقلالية في اتخاذ القرار والوضوح مع التشبث بالمبادئ والقيم مشيرا إلى أن هذه هي المفاتيح التي تمكن من خلال الاعتماد عليها من فك رموز العديد من مواقف المملكة التي تبدو أحيانا مفاجئة حتى لبعض الحلفاء المقربين.

وحول القرار الأممي الأخير بشأن النزاع فى الصحراء قال الوزير المغربي ، إن القرار  خطوة في الاتجاه الصحيح، مشيرا الى أنه قدم الإجابات الضرورية و الإيضاحات اللازمة للأسئلة التي لم تعد تتحمل أن تبقى معلقة.

وأوضح بوريطة ، أن هذه الاسئلة التي كانت في صلب المبادرات التي تم القيام بها بتوجيهات ملكية سامية، في مختلف العواصم، تتعلق بشروط احترام وقف إطلاق النار، وغاية المسلسل السياسي ، ودور الجزائر في هذه المسلسل، وعدم جدوى الجدل العقيم بشأن القضايا مثل حقوق الإنسان أو الموارد الطبيعية.

وذكر الوزير بأنه على سبيل المثال، في ما يتعلق باتفاقات وقف إطلاق النار، طالب مجلس الأمن بانسحاب البوليساريو الفوري من منطقة كركارات، معتبرا أن وجودها غير قانوني وغير شرعي، وهو ما يعد توضيحا مهما بالنسبة لبوريطة لأنه يؤكد سمو اتفاق وقف إطلاق النار لعام 1991 على الاتفاقات العسكرية الموقعه بعد ذلك بعدة سنوات، لكن بعثة المينورسو كانت تميل الى اعتبارها كمرجع وحيد.

ومع ذلك، يضيف الوزير، فإنه مجرد أداة تقنية لتنظيم النشاط العسكري في منطقة لا يتعين تغيير معالمها، خشية التشكيك في اتفاق وقف إطلاق النار ، مشيرا إلى أن “المظاهرات” في شرق المنظومة الدفاعية المغربية ، و”التجمعات” المنظمة في بئر لحلو أو تيفاريتي، أو “المنشآت الإدارية” التي تحاول البوليساريو احداثها في هذه المنطقة، هي الآن يعتبرها مجلس الأمن “أعمالا مزعزعة للاستقرار” يجب أن تتوقف.

وأشار الى أن جبهة البوليساريو، هي، بحكم تعريفها، ميليشيا مسلحة، وللتذكير: كيان غير معترف به من قبل الأمم المتحدة، فإن جميع أنشطتها، مهما كانت طبيعتها، لا يمكن اعتبارها إلا عسكرية.

وذكر كذلك بأن مجلس الأمن حدد أيضا الغاية من العملية السياسية ، مشيرا إلى أنها فقرة جديدة تأتي بعد تمديد مهمة المينورسو وتشدد على ضرورة التوصل الى “حل واقعي وقابل للتحقيق ومستدام يعتمد على تسوية”.

واعتبر هذا تطورا جد مهم، يستبعد المخططات التبسيطية والمختزلة التي أقامها البعض على أنها عقيدة ، مبرزا أنه مصطلح “الواقعي” نفسه، كلف بيتر فان والسوم المبعوث الشخصي سابقا للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء من عام 2006 إلى عام 2008)، منصبه.

وفي ما يتعلق بدور الجزائر ،يضيف بوريطة، تمت إضافة فقرة أخرى لدعوة هذا البلد الجار ل”تقديم مساهمات مهمة في العملية السياسية وزيادة مشاركتها في مسلسل التفاوض”.

ولاحظ من جهة أخرى، أن مجلس الأمن لم يسقط في فخ ذكر مسألة الموارد الطبيعية ، قائلا إن هذا الأمر غير ذي صلة، في حين أن الجهات المعادية كانت تأمل في أن الحكم محل جدل لمحكمة العدل للاتحاد الأوروبي من شأنه أن يغير الوضع.

وتابع “إن ملفنا متين، وحججنا قوية وقضيتنا العادلة مسموعة بشكل متزايد من قبل المجتمع الدولي” ، مؤكدا أن الجزائر وجبهة البوليساريو في مأزق أمام الشرعية الدولية والقرار الأخير لمجلس الأمن.

وأضاف “كما عهدناهما، سيعملان على خلق مشاكل أخرى بالمنطقة وخارجها”، مذكرا بان الجزائر تحاول كعادتها تغليط الرأي العام الداخلي والدولي، من خلال زعمها عبر وسائل الاعلام أنها تؤيد القرار.

وفي معرض رده على سؤال بشأن جلوس الجزائر على مائدة المفاوضات، أكد بوريطة أن هدف المغرب هو أن يشرك المسلسل الفاعلين الحقيقيين.

وقال “لا يمكن لديناميكية حقيقية أن تكون غير مجسدة، مثل فقاعة مفصولة عن الواقع. البعثات الدبلوماسية لا تعرف البوليساريو ،إنه سفير الجزائر الذي يقوم يالمساعي لديها عشية التصويت على قضية الصحراء المغربية بمجلس الأمن”، مشيرا إلى أنه لا يمكن لأي شخص عاقل أن يعتقد أنه يمكن تسوية القضية بدون الجزائر.

مواضيع مشابهة

تعليق

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button