أخبارأخبار عاجلةمقالات

مرحبا بجنوب السودان .. دولة عربية/ أمل الكردفاني

اوردت هذا الخبر صحف الخرطوم وقد نفاه لي بعض الاصدقاء الجنوبيين وقالوا بأن الجنوب قد حصل على صفة مراقب فقط ، رغم ان صحف الخرطوم اوردت ان الجنوب قدم طلبا سيفصل فيه اليوم ..وانا لا استبعد ذلك فسلفاكير يمر بأزمة حقيقية سياسية واقتصادية وامنية ، لا اعرف ماذا يتوقع بتقديم طلب الانضمام الى جامعة الدول العربية التي لا تقدم ولا تؤخر ومن ثم ادخال بلده في الازمة العربية الاسرائيلية … طبعا الناس مندهشون بسبب ان من اهم اسباب رغبة الجنوبيين في الانفصال هو رفضهم النزعة العروبية الاستعلائية . لكن ما اراه ان الجامعة لن تقبل بانضمام الجنوب ، ليس فقط لأن الجنوب لا علاقة له بالثقافة العربية فمعيار الانضمام للجامعة العربية معيار قانوني بحت ، وهو قبول الدول العربية لضم دولة ما الى الجامعة العربية ، انني اعتقد ان مصر وراء توجيه سلفاكير نحو هذا الامر لتضمن حليفا مائيا استراتيجيا من ناحية الجنوب وقريبا من منابع النيل الابيض . وبالتالي فمصر التي تشعر بتهديد اسرائيلي لمصالحها المائية في هذه المنطقة تريد ان تستبق التوقعات السلبية ومن ثم تحتوي الجنوب عربيا.

شخصيا انا اعتقد ان انضمام الجنوب للجامعة العربية اضافة جيدة للجامعة وانهاء للرواسب التاريخية العالقة بين الجنوب والثقافة العربية والجنوب يعتبر متمتعا بجغرافيا استراتيجية باعتباره بهوا للدخول الى افريقيا السمراء..
لكن اعتقد ان الامر لن يكون بهذه السهولة بالنسبة لدول اخرى وخاصة لبنان والاردن وفلسطين ودول الهلال الخصيب عموما ، فلبنان لديها اشكالية تجاه المجموعات العرقية السمراء ، ولقد رأينا موقفها السلبي من الاجتماعات التي كان من المقرر ان تتم في موريتانيا الا ان لبنان وقفت حائلا دون ذلك ، كذلك فان الجامعة العربية الان تعاني من انقسام حاد جدا ، وعلى دولة جنوب السودان ان تحدد وجهتها منذ البداية ، واذا كانت مصر هي من دفع دولة جنوب السودان لطلب الانضمام فاعتقد ان سلفاكير سيوضع في خط مواجهة مع محور المغامرين كقطر ومن تبعها من الدول واهمهم السودان نفسه. وهكذا يكون السودان قد خضع لحصار شمالي وجنوبي بايدولوجيات رافضة للتقارب السوداني القطري التركي.
هناك دول لن ترفض انضمام الجنوب او اتوقع ذلك كالمغرب العربي والجزائر وتونس ، ولكنني فقط حذر من دول الشام تحديدا .
هل يعتبر انضمام الجنوب للجامعة اضافة ام خصما على الجامعة ؛ اعتقد ان هذا يعتمد على طموحات سلفاكير ، فدخول سلفاكير للجامعة اذا كان بغرض ايجاد حلول لمشاكل دولته فانه لن يجد الكثير مما يتوقعه ، وسيكون انضمام الجنوب غير مفيد البتة… لكن سلفاكير يستطيع ان يلعب دورا في دعم توجه الجامعة نحو الانفتاح على الدول الافريقية ليلعب دور الوسيط لدول وسط وشرق افريقيا مع العرب. هذا مع ملاحظة ان ايران تلعب على هذه المنطقة بكثافة وعلى الدول العربية ان تمد بصرها الى هذا الخطر .
على اية حال مرحبا بالجنوب ..ونتمنى ان يكون انضمام الجنوب تمهيدا لعودة وحدة السودان بقطريه من جديد.=
amallaw@hotmail.com

مواضيع مشابهة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button