أخبارأخبار عاجلةمقالات

ماهو المرض الذى لجأ ملك المغرب لعلاجه عبر عملية جراحية فى باريس ؟

أنباء انفو- كشف الإهتمام الواسع بصحة العاهل المغربي الملك محمد السادس، و قد خضع لعملية جراحية ناجحة، يوم الإثنين 26 فبراير مدى تعلق الكثيرين ليس فى المغرب فحسب بل و فى أنحاء واسعة أخرى من العالم بهذا الملك المحبوب.

تعلق الكثيرين وحبهم لملك المغرب  تجسد من خلال متابعتهم المستمرة لما يرد من أخبار متعلقة بالعملية الجراحية التى خضع لها وطرح الأسئلة حول نوع المرض الذى أصابه.

وكالة أنباء المغرب العربي للأنباء “ماب” نقلت عن الأطباء، تأكيدهم أنه تمت إزالة الاضطراب وانتظم إيقاع نبض القلب من جديد.

فما هو هذا الاضطراب الذي يحدث في عضلة القلب وما تأثيره على الإنسان؟

الرجفان الأذيني أو Atrial fibrillation هو مرض أو حالة عادة ما تكون مصحوبة بتسارع نبض القلب وعدم انتظامه، مما يؤدي لانخفاض القدرة على تزويد الجسم بالدم.

وينقبض الأذينان خلال عملية الرجفان، بشكل غير منتظم وغير متناسق مع البطينين؛ وعادة ما تكون هذه الحالة مصحوبة بشعور بضربات قوية في الصدر وضيق في التنفس وضعف عام في الجسم.

ومن الممكن أن يكون هذا الرجفان مجرد حالة مؤقتة وعابرة، لكنه أيضاً يمكن أن يتحول إلى حالة مزمنة، وعلى الرغم من أنه لا يشكل تهديداً على حياة المريض، إلا أنه يجب أخذه بجدية، كونها تستلزم في كثير من الأحيان علاجاً عاجلاً من أجل منع حدوث المضاعفات.

كيف تنشأ هذه الحالة؟

يتألف قلب الإنسان من أربع تجويفات أو حجرات، أذينان، وبطينان. في الأذين الأيمن تقع عقدة عصبية تتمثل في تجمع عدد كبير من الخلايا العصبية في منطقة محددة، تسمى العقدة الجيب أذنية أو (SA node)، وتعد هي المصدر والمنظم الرئيسي لدقات القلب الطبيعية في الإنسان.

فكل دقة من دقات القلب تبدأ من هذه العقدة، وتتلخص وظيفتها في خلق محفز كهربائي يؤدي لانقباض ألياف عضلة القلب. وبسبب وقوع هذه العقدة في الأذين الأيمن فإن المحفز الكهربي الخارج منها يسبب انقباض الأذينين أولاً، ثم ينتقل المحفز الكهربي عبر ألياف ناقلة خاصة إلى عقدة أخرى أصغر تقع في منطقة تلاقي حواف الأذينين والبطينين، وتسمى العقدة الأذينية البطينية أو (AV node) إلى البطينين، مما يسبب انقباضهما لاحقاً بتأخير زمني بسيط جداً.

في حالة الرجفان الأذيني، يمكن أن تنشأ إشارات أو محفزات كهربائية أكثر قوة من العقدة الأذينية البطينية أو من مناطق أخرى في القلب، وهو ما يؤثر على عملية انتقال المحفز الكهربائي بصورتها المعتادة التي تساهم في انقباض الأذينين أولاً ثم البطينين.

ونتيجة لهذا يتلقى الأذينان محفزاً كهربائياً سريعاً وغير منتظم، يؤدي لانقباضهما بسرعة كبيرة، وبالتالي لا يتمكن الأذينان من تفريغ الدم الموجود بهما إلى البطينين بالكامل أو بالصورة المثالية، وبالتالي يصبح هذا الانقباض غير ذي جدوى أو فائدة، ولا يتعدى كونه اهتزازاً فارغاً من المضمون.

ومن حسن الحظ، أن الشحنات الكهربائية غير المنتظمة هذه التي ينتجها الأذينان لا تنتقل كلها إلى البطينين، بحيث تبقى وتيرة انقباض البطينين بين 100-175 نبضة في الدقيقة، وهي وتيرة أعلى من الوتيرة السليمة التي تتراوح ما بين 60 إلى 100 نبضة بالدقيقة. وعلى الرغم من أن هذه الوتيرة تعتبر أسرع من الطبيعي، إلا أن انقباضات القلب خلالها تبقى مفيدة ويتم ضخ الدم من القلب إلى الرئتين وبقية أجزاء الجسم.

الإجهاد والتوتر يمكن أن يساهم في اضطرابات ضربات القلب أو عدم انتظام ضربات القلب، مثل الرجفان الأذيني. وتشير بعض الدراسات إلى أن مشاكل الإجهاد قد تتسبب في تفاقم أعراض الرجفان الأذيني. كما أن الإصابة بهذا الرجفان يتسبب في حدوث أعراض التوتر والإجهاد، وهو ما يمكن أن يفاقم الحالة.

الأسباب وعوامل الخطر

ولا يعرف على وجه الدقة السبب الرئيسي الذي يؤدي للإصابة بهذه الحالة، لكن تشوهات أو تلف بنية القلب هي السبب الأكثر شيوعاً للرجفان الأذيني. وتشمل الأسباب المحتملة للرجفان الأذيني أيضاً ضغط دم مرتفع، أو أزمة قلبية، أو مرض الشريان التاجي، أو صمامات القلب غير الطبيعية، أو عيوب خلقية للقلب، أو فرط نشاط الغدة الدرقية (اختلال التمثيل الغذائي)، أو التعرض للمنشطات، مثل الأدوية والكافيين والتبغ أو الكحول، وغيرها.

ومن عوامل الخطر التي تزيد من إمكانية حدوث هذا المرض:

العمر: كلما كنت أكبر، زاد خطر الإصابة بالرجفان الأذيني.

أمراض القلب: أي كلما كان الشخص مصاباً بأمراض القلب، مثل مشاكل صمام القلب، وأمراض القلب الخلقية، وفشل القلب الاحتقاني، ومرض الشريان التاجي، أو تاريخ من النوبات القلبية أو جراحة القلب – يزيد من خطر الرجفان الأذيني.

ضغط دم مرتفع: قد يؤدي ارتفاع ضغط الدم، خاصة إذا لم يتم التحكم فيه بشكل جيد مع تغيير نمط الحياة أو الأدوية، إلى زيادة خطر الرجفان الأذيني.

البدانة: الناس الذين يعانون من السمنة المفرطة هم أكثر عرضة لخطر الرجفان الأذيني.

تاريخ العائلة: هناك خطر متزايد من الرجفان الأذيني نتيجة وجوده في بعض العائلات.

الأعراض

لا ينقبض القلب بأفضل صورة ممكنة، عندما يحصل الرجفان الأذيني، مما يجعل إمكانية عدم قدرة القلب على التأقلم مع الأوضاع المتغيرة واردة. بالنسبة للأشخاص المعافين الذين لا يعانون من أي أمراض أو اضطرابات قلبية أخرى، فيتم اكتشاف الرجفان الأذيني عن طريق الصدفة، خلال فحص عادي ودوري، على الرغم من عدم شعور الشخص بأي أعراض محددة.

في المقابل قد يشتكي بعض المرضى، من أحد الأعراض التي تتمثل في ضربات قوية (خفقان) في الصدر، وانخفاض في ضغط الدم، وضعف، ودوار، وبلبلة، وضيق في التنفس، وآلام في الصدر.

ويمكن أن يحدث الرجفان وتظهر أعراضه مرة كل بضع دقائق أو كل بضع ساعات، وبعدها يختفي، و يسمى هذا الوضع رجفان أذيني متقطع. بينما عند الحديث عن حالة متواصلة، يسمى الوضع بالرجفان الأذيني المزمن.

ورغم أن هذه الحالة ليست مهددة لحياة الإنسان بشكل مباشر، لكن يمكن أن تسبب الانقباضات السريعة وغير المنتظمة في الأذينين بيئة خصبة لنشوء الجلطات الدموية (التخثرات). ويمكن كذلك، أن تخرج هذه الجلطات من القلب وتذهب لتسد أوعية دموية في الدماغ. وتزيد خطورة التعرض لنوبة دماغية، إذا كان الرجفان الأذيني مصحوباً بارتفاع في ضغط الدم، أو قصور عضلة القلب، ووجود مرض السكري.

كما يمكن أن يؤدي الرجفان الخارج عن السيطرة إلى ضعف في عضلة القلب، وفي أعقاب ذلك إلى قصورها عن أداء عملها، مما يعني عدم قدرة القلب على تزويد الجسم بكميات الدم اللازمة.

العلاج والعملية الجراحية

ينحصر العلاج بمحاولة منع حدوث الرجفان. وهنالك استراتيجيتان مركزيتان للعلاج. ويتم اختيار نوع العلاج بناء على طول مدة الإصابة، وشدّة الأعراض، إضافة إلى وضع المريض العام وغيرها من العوامل.

استراتيجية ضبط الإيقاع (Rhythm control): يتم في هذه الاستراتيجية إعادة القلب لنشاطه المنتظم بواسطة أدوية مضادة لاضطرابات النبض أو بواسطة شحنات كهربائية، تعمل على وقف عمل القلب لعدة أجزاء من الثانية. تكون هذه العملية مفيدة إذا أمكن ضمان عودة انتظام دقات القلب، وعدم عودة الرجفان للحدوث.

استراتيجية الوتيرة (Rate control): لا يمكن، في بعض الحالات، إعادة انتظام دقات القلب إلى الوضع الطبيعي، عندها يكون هدف العلاج هو المحافظة على وتيرة نبضات القلب بين 60 – 100 نبضة في الدقيقة، بما يشبه الإنسان السليم.

في هذه الاستراتيجية يتم في المرحلة الأولى محاولة إبطاء دقات القلب بواسطة بعض الأدوية كالديجوكسين (Digoxin)، ومحصرات قنوات الكالسيوم (Calcium blockers)، ومحصرات البيتا (Beta blockers).

أما إذا لم تنجح الأدوية بخفض عدد دقات القلب، عندها يتم إجراء عملية استئصال جراحي (Ablation)، وذلك لفصل الألياف الناقلة للشحنات الكهربائية من الأذينين إلى البطينين، وهي عملية جراحية تتم باستخدام القسطرة، ولا تحتاج لشق الصدر نفسه، بل يتم إدخال القسطرة من خلال شرايين القدم وصولاً إلى القلب.

في هذه الحالة، وعلى الرغم من انقباض الأذينين بوتيرة عالية، يحافظ البطينان على وتيرة طبيعية.

وهذه هي العملية الجراحية التي تعرض لها ملك المغرب.

  • أنباء انفو- متبابعات

مواضيع مشابهة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button