أخبار

الإرهاب القادم إلى موريتانيا .. متاعب تواجه دولة مابعد 18يوليو

لعل ما فاجأ المراقبين أكثر في التفجير الإنتحاري الذي حدث أمس علي مقربة من السفارة الفرنسية والذي تم من خلاله إستهداف دركيين فرنسيين ، كونه يأتي بعد مرور اقل من اسبوع علي خطاب تنصيب الرئيس المنتخب محمد ولد عبد العزيز الذي تعهد فيه انه “لن يدخر جهدا في مكافحة الارهاب واسبابه”.

تزامن التفجير مع الخطاب وفق هؤلاء أمر يحمل أكثر من دلالة حيث أن الإرهاب في موريتانيا بدء يتعدي مرحلة الفكر والتنظير الي مرحلة التنفيذ والتفجير .

مايجمع عليه المحللون السياسيون في المنطقة أن دول المغرب العربي بإستثناء موريتانيا استطاعت وبشكل متفاوت القضاء علي هذه الظاهرة أو علي الأقل تحييد عناصرها وجعلهم يتحركون في دائرة بعيدة عن مركز البلد ومنشئاته الحيوية .

فالجارة الجزائر تمكنت الي حد كبير خلال السنوات الأخيرة بفضل سياسة أمنية وعسكرية صارمة تجاه عناصر التنظيمات الإرهابية فيها من إبعاد هؤلاء الي مناطق صحراوية بعيدة جدا عن مدنها الكبيرة ، كما يشير المراقبون الي السياسة الحازمة التي تم إنتهاجها في المغرب بعيد هجمات الدار البيضاء والتي أدت الي إنعدام شبه كلي للانشطة الإرهابية داخل حدود المملكة .

كما أنه لم يعرف للجماعات الإسلامية المسلحة أي نشاط يذكر في كل من تونس وليبيا نتيجة يردها البعض الي السياسات الأمنية الصارمة التي تتنتهجها السلطات الأمنية في تونس وطرابلس حول هذا الملف .

كل هذه السياسات أجتمعت لتفتح أعين قادة الجماعات الإرهابية في المنطقة علي دول تتميز بهشاشة الوضع الأمني فيها وضعف مؤسساتها الإستخباراتية و العسكرية وحدودها المشتركة مع دول المنشأ خصوصا الجزائر ، الامر الذي دفع بهؤلاء لتوجيه إهتمامهم صوب دول من قبيل مالي والنيجر وموريتانيا .

ووفق المراقبين فإنه كان للحدود الكبيرة التي تربط الجزائر بموريتانيا وطبيعة شعبها المتدين دور مهم في تركيز إنتباه زعماء القاعدة عليها ، الامر الذي أدي الي تجنيد مجموعة من الشباب الموريتاني ضمن تنظيم القاعدة في المغرب الاسلامي وتدريبهم علي حمل السلاح في مخيمات عسكرية يشرف عليها قادة التنظيم في الحدود بين الجزائر وموريتانيا ومالي .

لم يجد هؤلاء في مايبدوا الكثير من الصعوبات في عملية الدخول الي عمق الدولة الموريتاينة وتجنيد آخرين للإلتحاق بالتنظيم الأم وإعادتهم بنفس الطريقة الي موريتانيا للقيام بعمليات تمليها قيادة “القاعدة ” ، ففور إنتشار خبر إنفجار أمس اعلنت السلطات الأمنية في نواكشوط عن أن الامر يتعلق بشاب مطلوب لها استطاع الدخول الي نواكشوط بحزامه الناسف قادما من مالي قبل عشرة ايام ، كما انه سبق لجهات أمنية أن حذرت من وجود افراد من القاعدة دخلوا بنفس الطريقة وبنفس الأحزمة الناسفة .

الأمر الذي يطرح الكثير من التساؤلات حول مدي قدرة أجهزة الأمن الموريتانية علي رصد تحركات هؤلاء والتمكن من القبض عليهم فور ولوجهم الحدود الموريتانية أو علي الاقل حدود مدينة نواكشوط التي تعتبر مدينة مفتوحة الحدود من الصعب السيطرة علي مداخلها الكثيرة والغير رسمية في ظل التنامي الملاحظ لأنصار هذه الجماعات داخل موريتانيا .

مواضيع مشابهة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button