مقالات

رسالة إلي الجنرال ..أوقفوا مسيرات التبديد..!

الفاغ ولد الشيباني

elfagh@yahoo.fr

لن أدخل في الجدل القائم بحق إلي خلافه حول الشرعية والمشروعية ، والإنقلاب ، والحركة التصحيحية ، أو جبهة الدفاع عن عودة الرئيس المطاح به ،أو التيار المؤيد للمرحلة الجديدة، فموريتانيا تشهد مخاضا عسيرا حول خيارتها ،وصيرورتها، وكيانها ، كأمة في الإستقلالية ، وبناء الديمقراطية، والتنمية ،والمضي علي ركب الدول السائرة في طريق التقدم.
لكنني سأتوقف عند مظهر بات مقلقا، و يتناقض بشكل فج مع أي من شرعية عودة الرئيس المطاح به ، أو مشروعية تقويم الإنحراف بواسطة مؤسسة الجيش ،إنها حشود المتملقين، وأصحاب مبادرات الدعم والتبديد ، والتنكر لمثل المجتمع ، وقيمه الفاضلة التي أصبحت ظاهرة تتوالد كالفطريات ،متجسدة في الهتافات ، و بيانات الدعم و مبادرات المساندة في عموم وأرجاء المنكب البرزخي . ولا يخطئ المراقب أن هذه الحشود هي ذاتها التي كانت تهتف بالأنظمة المطاحة بها خلال القترات الماضية ، وإن بدرجات متفاوتة.
إن مثل هذه المظاهر في العادة لا تعبر سوي عن سلوك غير سوي، يضع المجتمع في خانة التسابق المحموم نحو التزلف ، والتملق ، والحربائية

بإمتياز، مما يتنافي و قيم النفس البشرية السليمة، فأي مجتمع هذا الذي كلما سقط نظام سياسي ، أو أطيح به ، أو تم الإنقلاب عليه ، خرج أولا مؤيدوه سابقا بالتنكر له ، والإنقلاب عليه دون حياء ، فمن يصدق أن مسؤولا كبيرا كان في نظام ويتولي منصبا معتبرا يكون أول المتنكرين له ، والمنقلبين عليه ، بل والبحث له عن كل السوءات والعورات ..
ألم يكن الأولي له ولغيره في هذه الحالة أن يتوراوا بغسيلهم عن الملأ ؟

فهم مسؤولون عن جزء من تلك الأخطاء لأنهم كانوا جزء ا من ” الجوقة ” .. ثم إذا كان النظام بالدرجة التي اتهموه والأوصاف التي تباروا فيها من قدح وخلافه لماذا لا يكونون قد قدموا استقالتهم؟ وجسدوا بذلك التضحية في سبيل الوطن والمبدأ..

بل و كيف نبرر هذه المسيرات ، والمظاهر، والبيانات المعلبة التي تتشابه من حيث الزمان، والمكان ،والأوجه في حين أن ما تكرسه من تملق , ونفاق, يتناقض وشعار ” التصحيح ” أم أن المجتمع قد جلب علي إنتهاج سلوك مرضي يتطلب علاجا نفسيا يقتضي وضع استراتيجية وطنيه متعددة القطاعات والإتجاهات.

وفي هذا السياق أتوجه للجنرال الحاكم الجديد بأن يقوم بإصدار “فرمان ” يمنع التصفيق والتأييد و مشتقاتهما .. وستكون بلاد “موريستان “قد دخلت فعلا مرحلة جديدة .. وساعتها لكل حادثة حديث.

مواضيع مشابهة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button