مقالات

نص الخطاب المرتقب لقائد إنقلاب السادس أغسطس

بسم الله الرحمن الرحيم وصل الله على نبيه الكريم

أيها الموريتانيون ،

أيتها الموريتانيات ، مواطني الاعزاء،

بعد الاحداث الاخيرة التي شهدتها بلادنا، أتوجه اليكم لتوضيح الاسباب التي جعلت القوات المسلحة وقوات الامن تتدخل يوم السادس اغسطس 2008 لوضع حد نهائي لسلطات الرئيس السابق، حفاظا على أمن ووحدة البلاد واستقرارها وصونا لمكاسبنا الديمقراطية.

لقد جاءت هذه العملية التصحيحية نتيجة لعدة أسباب من أهمها تعطيل الرئيس السابق للدستور من خلال منعه للبرلمان من ممارسة صلاحياته الدستورية.لقد رفض الرئيس السابق بتعنت مساعي البرلمانيين الرامية الى حجب الثقة عن حكومة لايرضون عنها. كما رفض استدعاء دورة طارئة للجمعية الوطنية وتشكيل لجان للتحقيق في تسيير حسابات بعض المؤسسات والهيئات والمشاريع. اضافة الى انتهاكه الصارخ لمبدء فصل السلطات الذي هو أهم ركن في الممارسة الديمقراطية، عمد الرئيس السابق الى اتباع اساليب مشينة، تمثلت في محاولة يائسة لاستمالة بعض ممثلي الشعب بالاغراءات المالية لاخضاعهم لرغباته الشخصية. وكان الرئيس السابق يقوم بهذه الممارسات في الوقت الذي أثبت فيه عجزه عن حل المشاكل التي يعاني منها المواطنون.وتتصدر هذه المشاكل الازمة الاقتصادية والاجتماعية الخانقة التي كان أبرز مظاهرها تفشي البطالة والارتفاع الفاحش للأسعار، اضافة الى ندرة المواد الاستهلاكية الضرورية وتدهور الخدمات الصحية الاساسية وانهيار النظام التربوي.

لقد أسهم كل ذلك في ظهور انحرافات اخلاقية غيرمسبوقة، تجلت في انتشار السلوكيات الغريبة على قيم شعبنا. وفي الوقت الذي كانت تتفاقم فيه كل هذه الازمات، عمل الرئيس السابق على خلق مناخ ملائم لانتشار سوء التسيير ولاختلاس المال العام وتعاطي الرشوة. وقد أقام كذلك علاقاته على أسس قبلية وجهوية وتبنى سياسة الترغيب والترهيب والمتاجرة بالوظائف العمومية.

ومن المفارقات الغريبة ان الرئيس السابق لم يقتصر على هذه السياسة التي كانت ستؤدي حتما الى اشعال نار الفتن والنعرات القبلية بل انه سعى كذلك الى اقحام المؤسسة العسكرية في الصراعات السياسية وحاول دفعها الى الاقتتال والتناحر.

وهنا أغتنم الفرصة لأشيد بروح المسؤولية التي تحلى قادة وافراد قواتنا المسلحة وقوات أمننا مما حال دون وقوع ضحايا في صفوف الجيش وربما في صفوف المدنيين أيضا.

مواطني الأعزاء ،

لاشك ان اهم مكسب حققته بلادنا في الفترة الأخيرة هو النظام الديمقراطي الذي سعي الرئيس السابق الى تقويضه عبر تصرفاته غير المسؤولة دون أية مراعاة للمصلحة العامة ولرأي الأغلبية التى أوصلته الى الحكم. وألتزاما من المجلس الأعلي للدولة بصيانة المكاسب الديمقراطية والحفاظ عليها فانه يتعهد أمام الله وأمامكم بتنظيم انتخابات رئاسية حرة وشفافة في اقرب الآجال.

كما يتعهد المجلس الأعلي للدولة بمايلي:

العمل بحزم وصرامة على محاربة الرشوة وأختلاس المال العام والقطيعة النهائية مع عدم المعاقبة سبيلا الى ارساء قواعد الحكم الرشيد والى تحقيق الاستغلال الأمثل لمواردنا الوطنية بدلا من تبديدها في اشباع نزوات الحاكمين.

اصلاح الجهاز القضائي بالرفع من مستوى تكوين وخبرة القائمين عليه وتطهيره من المسلكيات المنافية للقانون والقيم والأخلاق.

مكافحة الفقر بوضع وتنفيذ سياسات تأخذ في الاعتبار الظروف المعيشية للسكان وتعطي الأولوية للتشغيل وتحسين ظروف الشغيلة الوطنية.

اتخاذ الاجراءات الضرورية للقضاء على الفوارق الاجتماعية خاصة بالنسبة للفئات المهمشة بسبب ممارسات الاسترقاق في الماضي

تعزيز الوحدة الوطنية

وفي هذا الاطار فان جهودا خاصة ستبذل من اجل مواصلة اعادة اللاجئين الموريتانيين الى البلد وتحسين ظروف ادماجهم في الحياة العامة.

محاربة الارهاب في شتى صوره من اجل القضاء عليه وعلى مسبباته ضمانا لأمن واستقرار بلادنا واسهاما في الجهود الدولية الرامية الى القضاء على هذه الظاهرة.

مراجعة نظامنا التعليمي على أسس تربوية وعلمية جديدة تراعي خصوصياتنا الوطنية ومتطلبات الاندماج الايجابي في العولمة.

منح عناية خاصة لقطاعات المرأة والشباب والرياضة من أجل ترقيتها باستمرار وتعزيز دورها في السياسات التنموية.

خلق وتطوير البني التحتية الضرورية لتنمية البلاد وتوفير المناخ الملائم لتشجيع الاستثمار الوطني والأجنبي.

توطيد وصيانة الحريات الفردية والجماعية وحرية التعبير في مختلف أشكالها وفقا للقوانين المعمول بها.

مكافحة المتاجرة بالمخدرات والجريمة المنظمة والهجرة السرية.
العمل على تطوير دبلوماسيتنا وتفعيلها على نحو يجعل منها أداة تنمية فعالة تقدم صورة مشرفة لبلادنا وتخدم قضايانا الوطنية.

مواطني الأعزاء،

ان هذه الأهداف ضمن اهتمامات أخري،هي الدافع الأساس لحركة التصحيح والنبراس الذي سيوجه خطواتنا ان شاء الله لتجاوز النتائج الكارثية لسياسات النظام السابق. وفي الختام أتوجه اليكم رجالا ونساء بجزيل الشكر على التأييد الذي عبرتم عنه للمجلس الأعلي للدولة من خلال المسيرات الشعبية في مختلف أنحاء الوطن .

وأنسجاما مع التصحيح الذي نعمل عليه حفاظا على المصالح العليا للوطن والمواطن،فانني أدعوكم الى رص الصفوف والتضامن.

عاشت موريتانيا ديمقراطية وموحدة،

والسلام عليكم ورحمة الله تعالي وبركاته

مواضيع مشابهة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button