أخبار

من يدفع ولد عبد العزيز للتخلى عن قاعدته السياسية وتحويل المعركة إلى الداخل ؟

يرصد بعض المراقبين الموريتانيين منذ أيام حالة من الجمود السياسي بين أنصار المجلس العسكري سواء فى علاقتهم مع قائد القصر من جهة أم فى علاقة بعضهم بالبعض الآخر من جهة ثانية ، وبدا وكأن أزمة سياسية جديدة فى طور التشكل .

المتابع لوسائل الإعلام الرسمية من إذاعة وتلفزيون ووكالة أنباء ، يمكنه رصد حالة الجمود تلك بسهولة حيث تعتمد المادة المقدمة منذ أيام فى تلك الوسائل على الإرشيف والبرامج الوثائقية بعيدا عن تعاطي الموضوعات السياسية ذات الصلة بانقلاب السادس من أغشت .

موقع”أنباء” واعتمادا على مصادر خاصة نشر أمس خبرا مدعما بخلفية تحليلية ، حذر فيه من قيام الجنرال ولد عبد العزيز بعمل سياسي انقلابي ربما يستهدف بالدرجة الأولى مناصريه .

الخبر وما يحمله من إثارة إعلامية فى ظاهره رغم ما يعتمد عليه من مصادر ومعطيات يمكن وصفها بالدقيقة ، يطر ح سؤالين رئيسيين ، بالجواب عليهما تمكن معرفة بعض أبعاد طبيعة الصراع والأزمة السياسية القائمة بين الجنرال ولد عبد العزيز وأنصاره، السؤال الأول: ما هي مصادر القوة السياسية التى يعتمد عليها الإنقلابيون فى الداخل ، وأين يكمن عصب القيادة فيها ؟

السؤال الثانى : من يدفع الجنرال ولد عبد العزيز إلى مواجهة هذه القوة ، ولو أدى به ذلك إلى التخلي عن فكرة الترشح فى الإنتخابات الرئاسية ؟

يرد بعض المحللين النجاح السريع والواسع الذى استطاع الإنقلابييون تحقيقه فى الداخل الموريتاني فى ظرف قصير رغم فداحة التجاوز الدستوري الذى قاموا به وقوة المواجهة السياسية التى بدأت بها جبهة أحزاب إعادة الديمقراطية وما تلقته من دعم إقليمي ودولي منقطع النظير ، يعود فى الأساس إلى جملة من الأسباب ، أهمها استغلال الطابع الحركي النشط مدعوما بتحرك اجتماعي يستفيد من الروابط التقليدية الذات الطابع القبلي والجهوي خصوصا فى الولايات الجنوبية ذات الخزان البشري الهائل وولاية اترارزة ، التى أظهر طرف المعارضة فيها تفهما للإنقلاب بعد ان وصفه أحمد ولد داداه بالحركة التصحيحية .

القوة التى أظهرها الطاقم المدني للإنقلابيين فى اختراق الساحة السياسية واحتواء الداخل التقليدي ، ربما دفعت بعض اولئك الأنصار وبالذات المقربين جدا من الجنرال ولد عبد العزيز من المدنيين ، الذين يعتقد أنهم لا يملكون قاعدة انتخابية تؤهلهم مستقبلا للعب دور يذكر فى حال قرر سيدهم الترشح فى الإنتخابات ، إلى دق ناقوس الخطر والتحرك سريعا وتخويف من حولهم لا من رفاقهم المدنيين حين ألصقوا تهم الفساد ببعضهم فحسب ، بل وربما إلى تخويف الجنرال حتى من مناصريه فى المجلس العسكري وكل ما قام به اولئك العسكريون من عمل سياسي فى الأشهر الماضية اعتبر وقتها استصلاحا لأرضية انتخاب ولد عبد العزيز رئيسا لموريتانيا .

موقع “أنباء” الذى استطاع ان يرصد من خلال مصادر مختلفة بعض ملامح الصراع القائمة بين أنصار الإنقلابيين وما يمكن ان يسفر عنه ذلك الصراع فى الأيام القليلة القادمة من مفاجآت يؤكد من جديد أن أغلب ما ينشره في هذه القضية مجرد تحليلات تقوم على الرصد الخارجي والإستنتاج النظري حتى تتكشف الحقيقة .

مواضيع مشابهة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button