مقالات

حنفي ولد دهاه … والرقص على الحبال .

السبت 14 شباط (فبراير) 2009

بقلم : بوننا سيدي أعثيمين

سئل حكيم : ما خير ما يؤتى المرء ؟ قال : غريزة عقل، قال :فإن لم يكن ؟ قال : فتعلم علم، قال : فإن حرمه ؟ قال صدق اللسان ، قال : فإن حرمه ؟ قال: سكوت طويل . قال : فإن حرمه ؟ قال ميتة عاجلة.

بلغة معجمية مهجورة كتب حنفي مقالا، تحت عنوان : “إنهم يرقصون حفاة فوق الرمضاء” على موقع تقدمي الالكتروني، في عدة فقرات لا يربط بينها إلا الحقد،ولو أن حساب الفقرات لايمكن أن يستقيم إلا باستقامة منطق المفقر له، فقد ذكر في الفقرة الأولى ــ تجاوزاــ بعض ما قدمه له هذا البلد حين قال إنه :” رضع افاويق دره،وأكل العيش الصالح،وتعلم في المحضرة…” فقلنا ما أتعسه ــ إذن ـ من بلد لقد ظل يرقم على المحيط الأطلسي…يداه الغيم ومشربه السراب

وفي الثانية ،أمعن في وصف أعضاء جبهة الدفاع عن مصالح أعضائها الشخصية بل استشرف مستقبل ما بقي منهم خارج مكانه الطبيعي حين قال:”هناك رجال سيقفون يوما أمام محكمة التاريخ مطأطئين رؤوسهم ،لما ارتكبوه في حق الوطن المثخن بجراح الغدر التي تنكسر منها النصال على النصال” ولولا عملية الإسقاط الفاضحة لسمات، أضحى أصحابها ومن على شاكلتهم مضرب أمثال العامة والخاصة في الفساد والرشوة، الصقها برجال يشهد القاصي والداني بوطنيتهم من أمثال الجنرال محمد ولد عبد العزيز،وأحمد ولد داده،ومحمد يحظيه ولد ابريد الليل،وكوكبة البرلمانيين الرائعة ،وأئمة مساجدنا الطيبين،أقول لولا كل ذلك لقال الناس أزال حنفي عن” تحاليله”الحول، وعن منطقه العوج.

وقد كفى حنفي الوطنيين القتال حين هاجم إسلاميي تواصل على تثمينهم رغم أنفهم قرار الجنرال بتجميد العلاقات مع العدو الصهيوني، وقال إن: ” … ولد الشيخ عبد الله هو المخول دستوريا صلاحيات قطع العلاقات أو إبرامها”مع إسرائيل ،ولقد كان مخولا لكنه لم يفعل بل بدل ذلك قام بقطع أرزاق الموريتانيين وكتم في أنفاسهم الأمل فردوا عليه: قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق. وبالمناسبة،هل يمكننا أن نعرف أين كان قلمك من محنة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة الشموخ ؟ هل كان معه أم ضده ؟ أم أنك كنت تراقب في مراقص بوش” رقصات تانغو”،و”رقصة النار”ولست معنيا بإبادة شعب عربي مسلم مثلك رق له قلب اتشافيز ولا تفكر إلا باليوم الذي يعود فيه البلد إلى مربع شرعية رموز الفساد ؟ ألا يملك الشعب الفلسطيني الشرعية التاريخية والحضارية والدولية على أرضه المحتلة ؟ لماذا لم تطلقها مدوية أنت ورئيسك، كعرب اقحاح، اقطعوا يا عرب العلاقات مع الكيان الصهيوني ؟ دعنا نقول لك إن انتقادك لحلفائك إسلاميي تواصل إنما تنتقد تجميد العلاقات مع الكيان الصهيوني إرضاء لأسيادك الجدد وهذا ما يؤكده تثمينك عاليا لموقف اليهودي الصهيوني : “مانفريد كيست دي فيريز” الذي يساوي على كفة ميزان واحد بين النازي “هتلر” وشهيد ذي الحجة صدام حسين، لكن لله الحمد والشكر فقد سبقت العناية الإلهية إلى أن جعلت الشهيد صدا م حسين رفيق النبيئين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، وجعلته من شفعاء أمة محمد عليه الصلاة والسلام يوم القيامة، وجعلته من الذين وجبت لهم الجنة لأن آخر كلامه كان لا إله إلا الله محمد رسول الله…لقد انتهت بك رحلة البحث عن دبابة أمريكية بوشية تدخل بها أنت وجبهتك المشئومة القصر الرئاسي إلى أن تقولت على الشهيد صدام حسين وتأليت على الله ياحنفي ولد دهاه.

الثالثة، بدأتها يا حنفي بمنع حبك وحنانك عن الجنرال محمد ولد عبد العزيز وإبداء حقدك بقولك: “الجنرال غير العزيز” ولأن الذكرى تنفع المومنين نذكرك بأن عزيزا ليس على المطففين بعزيز،وأن نعاله التي وصفتها “بالخشنة ” ما كانت خشنة إلا على أعناق من اعتادوا نهب البلد والتلاعب بمصالحه مهما كانت حيوية، وما استشاط غضبه إلا ممن يهون عنده الوطن ويكذب على الشعب ليل نهار، وما اعتلى “صهوات جياد آل وجيه ولاحق”كما قلت إلا لمحاربتهم لذات السبب. خيلٌ كأنَّ الرّكـض مـن خيلائهـا فـي قلـب كـلّ معانـدٍ ومنافـقِ. تقول يا حنفي” إن المتتبع لسياسات الجنرال الأرعن[…] يشعر وكأنه يراقــــــــــــــــــب رقصة”تانغو”:حيث يقرر الراقص وحده الموقع والإيقاع وطريقته في تدوير راقصته..هذا لما يعكسه طبع الجنرال الخشن من استبداد….” تريد أن تقول لنا أنك تعلمت رقصة تانغو . ” ريو دي لابلانكا”Rio de la planca وهي تعود لمن لا يعرف مثلك يا حنفي إلى: وهو ابن “ميلونغا”ظهرت في السبعينات من القرن التاسع عشر،ولها أنمــــــــــــــــــــــاط كثيرة:أرجنتيني،شرقي،ليسو…وترقص على العديد من أنواع الموسيقى منها: فالس،ميونغا…الخ ويمكن أن نضيف ،على ما يبدو،طريقة حنفي ولد دهاه وإن كانت كما صورها لا علاقة لها برقصة تانغو(إنها مجرد “أتبزكية” من ابن محضرة !!!!! وعندما تقول يا حنفي بإسفاف: ” أو هو كالحافي، غير المنتعل، حين يرقص على رمضاء، فلا يضبط أُوار تلك الملَة الحارقة.. إنهما يقدمان رجلا ويؤخران آخري…”،تبدو منبهرا برذائل الحداثة الموسيقية الأمريكية وقيم : “هبي داي” التي طورت رقصة النار من معزوفة موسيقية صامتة للفنان الاسباني: “منويل دي فايا” إلى موسيقى صاخبة خليعة تثير أحاسيس التداخل والاختلاط في نفس مستشعرها.

والظاهر أن حنفي اختلطت عليه الرقصات وتكاثرت كشأن خداش فما يدري حنفي ما يصيد وإن كنا نلتمس له العذر من باب خبرته في الرقص على الحبال هو ومن على شاكلته من حروف العلة والجر،فقد عودنا أن لا يمدح أحد ا إلا بعد أن يذمه ونحن لم يبلغ بنا الطمع أن نطلب من الحرباء شرح قول المتنبي “لكل امرئ من دهره ما تعودا”. وبما أن المغلوب مولع بتقليد الغالب على رأي ا بن خلدون فقد كان تقليد المهاجرين الأوائل نهضة في الفكر والشعر والنقد لكن على العكس من طه حسين ،والطهطاوي،ونعيمة،فإن صاحبنا حنفي أخذ من الحداثة الأمريكية قشورها في جمجمة بحجم كرة السلة فأصبح يكرر عواهن كلمات من قبيل ” رأس الجنرال بحجم كرة بيسبول “و”تانغو” و”الرقص على النار” و”مزاج شرطي المرور…”. وتحت عنوان “تصحيح البندقية” تهجمت يا حنفي على ولد الشيخ عبدا لله وثنيت بعد ذلك على رئيس المجلس الأعلى للدولة رئيس الدولة الجنرال العزيز جدا بما يلي : “إن الجنرال الذي دخل بوابة التاريخ يوما…استطاع أن يكبر في عيون الدنيا لأنه صنع نهاية حقبة من الدكتاتورية أفسدت البلاد وأبادت العباد….” لترمي برؤوس حبال الوصل السياسية (أمرد ليد) للجنرال في إطار لعبة الرقص على الحبال وهي من تعاليم القردة للإ نتهازيين السياسيين فهي لا تفارق غصنا إلا لتتشبث بآخر…وفي نفس السياق شبهت الرئيس السابق بالنعمان بن المنذر،الملقب بالمعيدي، ملك الحيرة ليذكر بالإيحاء بأن يوم سعده صادف لقاءه برموز الفساد فوزرهم عن بكرة أبيهم ،ويوم النحس عليه صادف ثورة الجياع فأطلق الذخيرة الحية ليموت من مات وينجو بروحه من هرب؛ وهو يشبه فعلا ملك الحيرة من حيث أنه وصل السلطة عن طريق ترهيب وترغيب المناذرة كما وصل هو إلى السلطة على حد تعبير حنفي : “بترغيب الإدارة” الانتقالية” وترهيبها…” .

وفي نهاية ثرثرتك التي تسمع منها أنفاس البسوس الكريهة انتهيت يا حنفي إلى تبريرات حرب أهلية بقولك : “لابد لهذا الانقلاب أن يفشل…وإلا فإن النهاية ستكون دموية فاجعة…”لقد جمعت الحطب وتبحث عن النار:”تصفية حسابات بين القبائل…تهميش شريحة لحراطين مسعود وبيدل… ولا شيء يمنع من تحالف بين المستهدفين رجال أعمال ، قبائل ، شرائح اجتماعية ،طوائف صوفية،ضباط مهمشين،…”،وأنا أقول لك ياحنفي إن الجنرال العزيز يحتفظ لك ولجبهتك بمليوني مطفأة ومثلها من خراطيم المياه المثلجة الق بشرارتك فقط وسترى ؟!.

وللموريتانيين وقفة معك ياحنفي عند تقولك : ” أنظر هل ترى سوى اقتصاد ينهار،ودولة تؤذن بالخراب،وأفواه فاغرة من الهلع والجوع،والخوف ؟..” وكأنك أنت وجبهتك الفاسدة،بالمفهوم المعاكس،تركتم اقتصادا واقفا مزدهرا،ودولة آمنة قوية مطعامة ومؤمنة لشعبها ومؤتمنة عليه !! ألم تقرأ يا حنفي مقال الكاتب الكبير محمد يحظيه ولد أبريد الليل الذي كتبه أثناء حكم الرئيس السابق تحت عنوان: “تفاديا للعار ” وأطلق بواسطته صفارات إنذار بانهيار الدولة الموريتانية ألم تعلم بثورة الجياع في الشرق الموريتاني ؟ ألم تأخذ خبرا بما وقع من نهب للمال العام في فترة رئيسك المنتخب ؟

إن هذا البلد الذي أضحي ينعم بحرية تعبير لا مثيل لها بدليل وجود مقر موقع تقدمي الالكتروني على أديمه، تثرر أنت ،ومن على شاكلتك ، من خلاله: تشتم ،وتسب، وتقذف، ومازلت تواصل رغم أنف القانون ،والأخلاق …كما أضحى ينعم برئيس يحمل هم وطن تركتموه يحتضر لولا عناية الله وما اتخذه الجنرال من أسباب أولها غل يد المفسدين عن المال العام ، وتفقد حال المستضعفين والعناية الفائقة بحل مشاكلهم لكنا اليوم، كدولة، في خبر كان وأخواتها . أما بخصوص المبادرة التي ترى أنها هي الحل فإن زمامها تدرى أنه لم يعد بيدك و لا بيد من أطلقها ولا من يريد تدويلها ،إنها بيد الموريتانيين وسيقولون كلمتهم الفصل في الشهر السادس من هذه السنة ،فخذ يا حنفي برأس الحبل الذي بدأت تلامسه بقوة وأترك لأعضاء جبهتك معالييق تتسلقها وأحرس على أن تستحم معها في النهر مرتين وتنظف ذهنيا تها من أدران الماضي ومسلكياته العفنة . وما توظيفك يا حنفي للأسطورة الإغريقية إلا دليلا إضافيا على تمسكك بحبال الوصل لا الفصل مع الجنرال عندما أنزلته منزلة سارق النارالذي هو:”برومث يوس” والتي وظفها الكثير من الشعراء والمبدعين كرمز للتضحية وعلامة من علامات الأخذ بناصية العلم والمعرفة والتحضر…أوربما دفعك التطفل على حياض المعرفة إلى تمجيد الجنرال، عن غير وعي، حين وصفته بسارق النار…نعم إنه إنه سارق النار…إنه القبس…و الشمعة التي تحترق لتضيء لنا سبل الحياة ودروب المستقبل…فاقصر بطرفك قليلا ولا تطمح إلى فن توظيف الأساطير اليونانية فذلك من شأن أكابر الشعراء والمبدعين…من أمثال شاعرنا المبدع محمد ولد الطالب في قصيدته الشعرية الخالدة:

أنا سارق النار هذي ملامح وجهي وهذا قناع ناري طفوق النبوءات ناري انبجاس التوله ناري هي الأمل المستبد الذي انتظرته ألوف الجياع

بقلم الأستاذ : بوننا سيدي أعثيمين.

مواضيع مشابهة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button